إنقاذ "تن"!
الحل بسيط.. أن يذهب كل إعلامي منهم إلى قناة يقدم برنامجه عليها! وبالتالي لا يغيب إعلاميو "تن" ولا برامجهم الناجحة! هكذا يمكن أن يقول الكثيرون ممن أزعجهم خبر إغلاق القناة نهاية الشهر الحالي..
وهو حل قد يبدو منطقيا ومريحا لكن في الحقيقة ليس الأمر كذلك ولا هذا هو المقصود من الحزن لتوقف القناة التي تعني عدة أشياء، أهمها أنها القناة التي اشتبكت ببرنامح شبه ثابت مع "أردوغان"! صحيح كثيرون يشتبكون وبشجاعة كبيرة مع إعلام الإخوان و"أردوغان" وبشكل شبه يومي، لكن على "تن" برنامح تخصص في ذلك ولفترة طويلة، ولم يكن الاشتباك فقرة في مقدمة البرنامج ولا حلقة لها سبب أو مبرر ما!
ثانيا ما يمكن تسميته بالخلطة.. حيث استطاع إعلاميو "تن" أن يشعروننا بأنهم فريق واحد متكامل ربما أكثر من قنوات أخرى، بغض النظر عن أي كلام عن نسب مشاهدة أو غيره.. ربما لأن روح الفريق تبدو أعلى من نظيراتها أو لتعدد المناسبات التي تجمع فريق القناة.. لا نعرف..
لكن ما نعرفه هو "طعم" مختلف يبدأ من "صباح الورد" في بداية كل يوم برشاقته وتنوعه لـ"مها بهنسي" و"سمر نعيم" و"أحمد خيري" وغيرهم، إلى البرنامج الرئيسي لـ"عمرو عبد الحميد" بموضوعيته، إلى الصخب والضجيج المطلوب عند "نشأت الديهي" في "بالورقة والقلم"، إلى البعد الآخر في الشكل والمضمون عند "المساء مع قصواء" لـ"قصواء الخلالي"..
إلى جملة برامج أسبوعية ودورية، إلى نشرات الأخبار مع "نوران حسن" و"أسامة سرايا" وغيرهم وغيرهم! وبما لا يمكن الحصول عليه منهم متفرقين على عدة قنوات!
القنوات عندما تغلق لا يتوقف الأمر عند الإعلاميين الذين يعملون بها، وإنما هناك عشرات أو مئات الأسر التي ستتأثر مع فقدان فرص العمل لرؤساء تحرير البرامج والنشرات، إلى المخرجين والفنيين ومهندسي الصوت والإضاءة والسائقين والعمال، ولذلك يكون الحزن منطقيا عن إغلاق أي مؤسسة إعلامية كما هو حاصل عند إغلاق مصنع أو شركة!
ليست القصة البحث عن عمل لأصدقاء وإعلاميين نحبهم ونحترمهم، إنما هي أكبر من ذلك بكثير.. والحل -بغض النظر عن استضافة القناة أمس ليوسف زيدان- في البحث خلال ما تبقى من شهر عن حل يبقى الكيان كله.. بفريقه كله وبخلطته وطعمها المميز.