رئيس التحرير
عصام كامل

محمد عبد الوهاب يحكي ذكرياته مع أمير الشعراء

محمد عبد الوهاب
محمد عبد الوهاب

في مجلة الجيل عام 1961 يحكى الموسيقار محمد عبد الوهاب للصحفى الذي يوقع بالمجلة باسم "فلان" عن بعض من ذكرياته مع أمير الشعراء أحمد شوقى فقال "فلان":


جلست مع الفنان محمد عبد الوهاب استمع إلى أغنيته القديمة "خايف أقول اللى في قلبى تتقل وتعاند ويايا" بعد أن سجلتها فيروز بصوتها وأعاد الإخوان رحبانى توزيع موسيقاها.

إن الأغنية صدرت في ثوبها الجديد شيء مذهل نقطة التقاء موفقة بين القديم والجديد.. شيء يسرق الإحساس والمشاعر.

قال عبد الوهاب: إني أستمع إلى قطعة من شبابى إلى ذكريات جميلة جمعتني مع صديقى وأستاذى أمير الشعر والشعراء أحمد شوقى.

قال له "فلان": بم تذكرك الأغنية؟

قال عبد الوهاب: بأيامى الأولى وأنا أغنيها في مسرح رمسيس، بالهوانم المعجبات بالشاعر أحمد شوقى وهو ينتظرنى في بار سولت بعد أن انتهى من الغناء.. ذكريات كثيرة تطوف بخيالى.

وأضاف: في يوم كنت أمشى مع أمير الشعراء في ميدان التحرير، وكان مطرق الرأس يفكر في قصيدة جديدة وهو يروح ويجيء في الميدان، وأنا أمضى وراءه ذهابا وإيابا.

وفجأة لاحظ شوقى أن هناك شابين يتهامسان وينظران إليه بعداء شديد، كان رحمه الله يخاف من خياله فقال لى: يلا بينا من هنا يا محمد، لكن الشابين تعقباه فأسرع هو الخطى، فأسرع الشابان خلفه، فجرى شوقى وجريت وراءه، وأنا أجرى معه وقد تقطعت أنفاسى.

وفجأة سبقه الشابان واسوقفاه وهما يحملقان في وجهه وقال أحدهما: سعادتك شوقى بك؟

فأجاب أمير الشعراء وهو يرتجف: أيوة. 

قال الشاب لزميله: مش قلت لك، وصافحاه ومضيا، وأغمى على أمير الشعراء وبدأت إفاقته ومضينا، وفى اليوم التالى قبض البوليس على الشابين لأنهما كانا يترصدان لقتل عبد الخالق بك ثروت، ولما كان شوقى بك يشبه عبد الخالق بك ثروت فقد ظناه هو.

وعندما قرأ شوقى بك الخبر في صحف الصباح وشاهد صور الشابين أغمى عليه مرة ثانية.
الجريدة الرسمية