الحضرات المجمعة.. أحداث مواجهات الطرق الصوفية مع التطرف والإرهاب
تعيش الطرق الصوفية، حالة من الزخم هذه الأيام، حيث دشنت حديثا، ما يسمى بالحضرات المجمعة، ويستضيفها مسجد السيدة زينب حول مقام السيدة، بهدف مقاومة الأفكار الإرهابية، وبث روح جديدة للصوفية بين المصريين، تستطيع التغلب على ما خلفته التيارات الدينية الدينية المتشددة، من تصلب وعنف وعدم تسامح.
لماذا يحاول الإخوان تشويه سعي الدولة لتمكين الشباب؟
وتعتمد الحضرات على إعادة التعريف، بما يسمى بقراءة الأحزاب الصوفية، وخاصة «حزب البحر»، وهي قراءة روحية للقطب الصوفي الكبير أبو الحسن الشاذلي، الذي كان يقول عنه: ما قرئ على خائف إلا أمن، ولا مريض إلا شفي، ولا على ملهوف إلا زال عنه لهفه، ولا في مكان إلا سلم، وحفظ من العاهات وسميته.
وتضع الحضرة المجمعة بحسب المصادر، العديد من القواعد لقراءة الأحزاب والأدعية، منها الرغبة في سمو الروح، وإرضاء الله عز وجل، انطلاقا من إيمان المتصوفة عموما بخصائص الدعاء، وذكر أهل الله الأولياء والعلماء، لدفع الضرر، وتزكية روح المحبة بين الناس.
ويفضل الشاذلية، قراءة الحزب بعد صلاة العصر، وهو ما اختاره ابن عطاء الله السكندري نقلًا عن الشيخ المرسي أبي، ولكن تجوز قراءته في كل وقت من اليوم والليلة، بحسب مشايخ الصوفية.
أما حزب النصر، للشيخ الشاذلي، وهو أحد الأوردة الشائعة في الحضرات المجمعة، يعتبر من أحب الطقوس إلى الطريقة القادرية بحسب الشيخ مخلف القادري، ويفضلونه على حزب البحر، رغم التداخل والاشتراك في كثير من الأدعية والأوراد، ويؤكدون أن دعاء حسبنا الله ونعم الوكيل، الشهير، والذي يردده الناس عند إحساسهم بالظلم، من ابتكار هذا الحزب الصوفي.
ويعتبر الصوفيون الأدعية التي يشملها حزب النصر، سيف للمؤمنين، للانتصار على الخصوم والأعداء بالقلب المتصل بالله، لذلك وضع المشايخ شروطًا لقراءته، ويذكرها ابن عياد الشاذلي في المفاخر العلية، مشددا على ضرورة عدم الدعاء على من لا يستحق كما يحرم استعماله إلا بالحق، للانتصار على جبار، أو ظالم، بغى وتعدى وتجبر، على خلق الله عز وجل.
وتضع الصوفية، عدة شروط للمشاركة هذه الحضرات المجمعة، أهمها الخشوع أثناء القراءة، واستحضار حاجة الإنسان من الله، وبخلاف المشاركة الجماعية، يعتبر الصوفية هذه الأحزاب، أوراد يومية، يجب أن يستخدمها المسلم في الصباح والمساء.