رئيس التحرير
عصام كامل

"بيزنس العلاج النفسي في مصر".. المرضى النفسيون في مواجهة ارتفاع تكلفة العلاج.. 50 ألف جنيه "فيزيتا" المصحات الخاصة شهريا.. فرويز: جلسة الكهرباء بـ 25 جنيها بالمستشفيات الحكومية.. وأسعار الأدوية مأساة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

أصبحت نسب الإصابة بالمرض النفسى داخل المجتمع المصرى أمرًا مخيفًا، خاصة بعد ما شهدته مصر خلال الأيام الماضية ووقوع أكثر من 4 حالات انتحار في أقل من 3 أيام، والتي كانت بدايتها مع انتحار طالب خريج كلية الهندسة جامعة حلوان من برج القاهرة، لتسيطر حالة من الحزن على الشارع المصري خاصة بعد مشاهدة مقطع فيديو انتحار الطالب من أعلى البرج.


ووفقا لنتائج آخر دراسة بحثية عن معدل انتشار الاضطرابات النفسية بمصر، والتي أجريت ضمن المسح القومى للصحة النفسية لعام 2018، فإن 25% من المصريين يعانون من الأعراض والاضطرابات النفسية، أي بمعدل 1 من كل 4 أشخاص.

ولكن أصبح العلاج النفسي في مصر عبارة عن "بيزنس" يتربح منه المعالجين النفسيين في مصر على حساب المريض عندما يلجأ منهم للعلاج عند طبيب نفسي مابين ارتفاع لأسعار الكشف عند الأطباء النفسيين والأدوية المعالجة للاكتئاب والأرق والأدوية العقلية والتي تختلف وفقا للحالة المادية والمستوى الاجتماعي للمريض، وكذلك اختلاف رسوم الكشف والعلاج بالمستشفيات والمصحات النفسية الخاصة الحكومية.

الصحة النفسية: 19 مستشفى تستقبل المقبلين على الانتحار مجانا

فإذا كان المريض النفسي من أصحاب الطبقات العليا والثراء يمكنه الحصول على أفضل الخدمات الصحية في أكبر مستشفيات الصحة النفسية الخاصة في مصر والتي قد تصل تكلفة العلاج بها شهريا إلى 50 ألف جنيه وأكثر، وبالنسبة للمستشفيات الصحية الخاصة للطبقات المتوسطة يكون تكلفة العلاج بها شهريا إلى 7 آلاف جنيه كحد أدنى.

أما إذا كان المريض النفسي من أصحاب الطبقات الدنيا فأمامه خياران إما الذهاب إلى المستشفيات الحكومية التي تعاني من نقص الإمكانيات وانخفاض مستوى الخدمة المقدمة بها وإذا لم يجد مكانًا فسوف يقع فريسة لأصحاب المراكز العلاجية غير المرخصة، ومن ضمن المستشفيات الحكومية التي يلجأ لها الكثير من أصحاب الطبقات الدنيا هي مستشفى الصحة النفسية بالعباسية والتي يبلغ ثمن التذكرة بها جنيه واحد، وتشمل الكشف والمتابعة وصرف الأدوية، حيث يتم علاج 60% من المرضى مجانا أما الباقي فيوجد خدمة (درجة أولى) ثمنها 1000 جنيه شهريًا والاقتصادي درجة أولى 600، درجة ثانية 300.

أما رسوم الكشف الطبي بـ عيادات الأطباء النفسيين تختلف من طبقة لأخرى وفقا للخدمة المقدمة والمنطقة التي تقع بها العيادة فتصل رسوم الكشف كحد أدنى 50 جنيها بالأحياء المتوسطة، فيما تتراوح أسعار الكشف النفسي بالمناطق الراقية ما بين 250 لـ 500 جنيه كحد أدنى.

صيدلي يحذر من أدوية تسبب الانتحار

وهذا ما أكده الدكتور جمال فرويز، استشاري الصحة النفسية، أن قيمة الكشف النفسي تختلف طبقا لمستوى المستشفى أولا، وطبقا للحالة المادية للمريض وأهله، وطبقا لمستوي الطبيب المعالج وخبرته والإقدام عليه من عدمه من قبل المرضى.

وتابع جمال فرويز، في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أن مستشفى الصحة النفسية بالعباسية قيمة الكشف به هي جنيه واحد، أما قيمة الكشف بالمستشفيات الجامعية فهي 5 جنيهات، أما بالنسبة لجلسات الكهرباء بالمستشفيات الجامعية فتصل لـ 25 جنيها، وبالمصحات تتفاوت بين 350 و500 جنيه الجلسة وذلك طبقا لمستوي المصحة.

وأضاف أنه قد يلجأ بعض المرضى النفسيين الذين يعانون من الاكتئاب والأرق والمساعدة على النوم للهروب من ارتفاع أسعار الكشف المكلفة، يلجأ إلى البحث ذاتيًا على الإنترنت أو من خلال الأصدقاء عن دواء مناسب يُخفف عنهم أعراض المرض، وهو أمر في غاية الخطورة لأنه يتم بدون إشراف طبي.

ولم يسلم المرضى النفسيون من ارتفاع أسعار الكشف والمصحات النفسية فقط، بل يواجهون أيضا مشكلة ارتفاع أسعار الأدوية النفسية مما يجعل المريض النفسي في كثير من الأحيان غير قادر على شراء الدواء، فيقول استشاري الطب النفسي، إن الأدوية الخاصة بالمرض النفسي يوجد منها نوعان المستورد وهو يكون ذات تكلفة باهظة إلى حد ما، والنوع الآخر وهو المحلي وتكون أسعاره متفاوتة وأقل سعرا، ولكن قد تكون الأدوية المستوردة ليست دائما الأفضل، مؤكدا أن العلاج النفسي بالنسبة لأسعار الأدوية الأخرى ليس باهظَا.
الجريدة الرسمية