رئيس التحرير
عصام كامل

انتقادات لقناة عراقية أذاعت مواجهة بين يزيدية ومغتصبها الداعشي (فيديو)

فيتو

استضافت قناة عراقية شابة يزيدية ورتبت مواجهة بينها وبين مغتصبها الداعشي الشهر الماضي، انتهت بانهيارها أمام كاميرات التصوير.

وبحسب صحيفة "تليجراف" البريطانية، كانت أشواق حجي حميد، تبلغ من العمر 14 عامًا، عندما اختطفت مع غيرها من آلاف الفتيات الأيزيديات من بيوتهن في جبل سنجار بالعراق على أيدي مقاتلي داعش في 2014، وتم تسليمها إلى جهادي اسمه محمد رشيد، الذي قيدها واغتصبها مرارًا وتكرارًا.


وفي النهاية بعد عدة أعوام من الاختطاف والاغتصاب تمكنت أشواق التي تبلغ الآن 19 عامًا، من الهرب مثل غيرها من اليزيديات المحتجزات، وفرت في النهاية إلى ألمانيا وطلبت اللجوء، لكن مغتصبها وصل أيضا إلى ألمانيا، وهناك التقيا مرة أخرى خلال مواجهة مروعة بمدينة شتوتجارت، بعد أن تمكنت قناة ”العراقية“ من جمعهما معًا مرة أخرى، لتسجيل تقرير إخباري خاص، وأحضرت القناة محمد رشيد الذي يقضي عقوبته الآن في سجن عراقي، مكبلًا بالأصفاد ويرتدي بدلة السجن وأجبرته على الاستماع إلى ضحيته وهي تعبر عن ألمها.

عندما رأت أشواق مغتصبها الداعشي ظلت تردد: ”دمرت حياتي، وسرقت كل أحلامي، انظر إليَّ، هل لديك مشاعر؟ هل لديك شرف كان عمري 14 عامًا في سن ابنتك أو ابنك أو أختك“،.

وانتهى المشهد بانهيار أشواق أمام أقدام مغتصبها؛ ما أثار انتقادات من خبراء علم النفس، الذين حذروا من أن مثل هذه المواجهات المفاجئة من المرجح أن تؤدي لإعادة فتح الجروح العميقة للضحايا.

وقال الدكتور جان إلهان كيزيلهان، وهو عالم نفسي كردي ألماني يعمل مع اليزيديين الذين يعانون الصدمة: ”اهتموا بعدد المشاهدات أكثر من صحتها، فأنا كنت أعالج أشواق، وهذه المواجهة التليفزيونية كانت مضرة بصحتها النفسية للغاية كما هو واضح من انهيارها وإغمائها“.

واجتذب المشهد مشاهدات عديدة في جميع أنحاء العالم، وأشاد الكثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي بأشواق لشجاعتها في مواجهة معذبها.

وفي مقابلة مع قناة كردية بعد انتشار مقطع فيديو المواجهة على نطاق واسع، قالت أشواق إنها ”كانت سعيدة لأن الفرصة سنحت لها لرؤية رشيد“، وأضافت أنها ”أطلقت كل مظالمها التي كانت كتمتها منذ 5 سنوات عندما بصقت عليه“.

وتابعت أن ”اللقاء أثار موجات من مشاعر اختبرتها في فترة أسرها، مبينة أنه ”عندما رأيته اعتقدت أنه سيعيدني للعبودية مرة أخرى“.

وأصبحت مثل هذه المواجهات التي تظهر على الشاشة بين عناصر داعش وضحاياهم، تحظى بشعبية كبيرة في الآونة الأخيرة، فيما يقول المؤيدون للفكرة إنها تقدم فرصة للنساء المعتدى عليهن أن يشاهدن بشكل مباشر كيف يُحاسب من ظلمهن، بينما يقول النقاد إن هذه المواجهات تهدف لتسلية المشاهدين بدلًا من شفاء الضحايا.

الجريدة الرسمية