في ذكرى وفاته.. سر استخدام أحمد فؤاد نجم ألفاظا إباحية في شعره
تحل اليوم 3 ديسمبر ذكرى وفاة أحمد فؤاد نجم، أحد أبرز شاعري العامية المصرية، والذي عبرت كلماته على مدار عقود طويلة عن هموم البسطاء، مدافعا عن حقوقهم، ما عرض حياته الخاصة للعديد من الانتهاكات، حيث سجن لسنوات طويلة.
ولم تكن تعبيرات وكلمات الفاجومي، ذات دلالات عابرة، بل مكنته موهبته الفريدة من استخدامها في العديد من الإسقاطات السياسية والاجتماعية، كما استعان أيضا ببعض الألفاظ التي وصفها البعض بـ"غير اللائقة"، معززا بها دفاع عن قضاياه ومعبرا عن غضب المجتمع وأفراده تجاهها.
وقال الناقد مسعود شومان، إن المفردات ذات بنية ودلالة مستقلة أما إذا دخلت الشعر اكتسبت تاريخا دلاليا جديدا، مشيرا إلى أن المفردة في حد ذاتها لا تتصف بالقبح ولا الجمال إلا إذا دخلت في سياق وعرف منبوذ في المجتمع.
وعن كلمات ودلالات أحمد فؤاد نجم أضاف "شومان" قائلا:" هي دي لغته هو منحاز لهذه اللغة لأنها تعبر عن الحالة الشعرية التي يريدها أن تصل إلى الناس.. نجم كان من عائلة غنية وميسورة الحال لكنه كان منحازا للفقراء والمهمشين.. ليستخدم جزءا من لغتهم اللي هيا أصبحت لغته بعد ذلك لأنه كان مشردا وتعرض لانتهاكات كثيرة.. حتى أنه كان متأثرا بلغة عامة الناس لدرجة أنها أصبحت لغته في حياته الشخصية وبالتالي صارت بعد ذلك لغة شعره".
وأوضح أن اللغة التي تحتوي على سباب أو شتائم تعتبر لغة انفعالية بمعنى أنها مرتبطة بالمشاعر أكثر، متابعا:" أما لغة نجم فليست بعيدة عن اللي بيستخدمها في الشارع.. والشارع دا جزء أصيل من تجارب الشعراء.. كما أنها جزء من شعرية فؤاد نجم.. وملامحه وسماته المميزة".
وأضاف الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، إن أحمد فؤاد نجم، كان يستخدم بعض المعاني والألفاظ الدارجة في الشارع المصري، حيث كان يتمكن من توظيفهم في الموضوع الذي يتناوله لأنه من وجهة نظره لن يصل إلى المواطن البسيط إلا بهذا الشكل.
وأوضح استشاري الطب النفسي أنه على جانب آخر هناك بعض شعراء العامية يستخدمون بعض الألفاظ الخارجة عمدا "عشان هو عايز يستخدمها"، دون حاجة السياق أو الموضوع من الأساس.
وأشار "فرويز" إلى أن ذلك النوع من الشعر يكون للفت الانتباه وجذب أسماع الجمهور، أو شعورا فعليا بالضيق فيستخدم مثل هذه الألفاظ ليعبر عن غضبه للمجتمع بصورة أدبية شعرية.
وأكد أن ما استخدمه أحمد فؤاد نجم من ألفاظ دارجة، وغيره ممن يملكون وعي ثقافي كان في إطار وله مغزى ومعني سياسي واجتماعي معين، مشددا على أن ذلك يختلف تماما على ما يؤديه مطرب المهرجانات، وبعض مطربي الفن الشعبي من ألفاظ نابية تستخدم على موسيقى صاخبة لا معنى لهما، ولمجرد الرقص عليهما في حالة من اللاوعي.