رئيس التحرير
عصام كامل

مديحة يسري تحكي ذكرياتها الجميلة

فيتو

في مجلة الكواكب، عام 1955 العدد 212، كتبت الفنانة مديحة يسري "ولدت في 3 ديسمبر 1921 ورحلت عام 2018" مقالا قالت فيه:

الذكريات قطعة مني، فهي مخلفات أحداث عدة أغلبها سارٌّ.. وكلها عزيزة على نفسي، فكلما ذهبت إلى ستوديو مصر تذكرت ذلك اليوم الذي هربت فيه من المدرسة لأذهب إلى الاستوديو الذي أعلن عن حاجته إلى وجوه جديدة، وكان الاستوديو يستعد لإنتاج فيلم لحسابه، وأعلن في الصحف والمجلات عن حاجته إلى وجوه جديدة، وطالعت هذا الإعلان فقررت أن أتقدم إلى المسابقة.


في اليوم التالي لم أتوجه إلى مدرستي، بل ذهبت إلى الاستوديو في نهاية شارع الهرم، كنت في الثانية عشر من عمري ووصلت إلى باب الاستوديو بعد أن قطعت ما يقرب من كيلو متر سيرا على قدمي؛ لبعد المسافة بين نهاية محطة الترام وبين باب الاستوديو.

وجدت غفيرا ذا شوارب ضخمة، فنظر إلى شذرا وسألني "عايزة إيه يا بنت؟"، أخرجت المجلة التي نشرت إعلان الاستوديو وقلت له: إنني أريد مقابلة المدير المختص بخصوص هذا الإعلان، فأطلق الغفير ضحكة عالية وهو يسخر مني من الفتاة التي تريد مقابلة مدير الاستوديو، وقال لي: "اجري روحي يا شاطرة".

لكني لم أجرِ أروّح، بل أصررت على مقابلة المدير فرفع الغفير عصاه وكاد يضربني، لولا أني جريت إلى منزلي متعبة.

ومرت الأيام وأصبحت من نجوم السينما، وكلما دخلت باب ستوديو مصر ورأيت الغفير الذي ما زال جالسا في مكانه الذي رأيته فيه لأول مرة أضحك وأنا أراه يسرع بفتح باب الاستوديو لي وينحني احتراما لي.. وتذكرت كيف حاول أن يضربني أول مرة.

وموقف آخر حيث اضطرني العمل في أحد الأفلام إلى السفر إلى لبنان بالطائرة لتصوير أحد المشاهد، وكانت أول مرة أركب فيها الطائرة، ولم أشعر بالخوف، لكن أمي من شدة على مصيري انهمرت الدموع من عينيها أثناء وداعي، أما والدي فقد تظاهر بالشجاعة، فكانت حالتي النفسية لا توصف بسبب حنان الأم والاب.

وحين عدت من لبنان وجدت أسرتي قد علقت الزينات ووزعت الشربات على أفراد الحي احتفالا بعودتي سالمة بعد ركوب الطائرة.
الجريدة الرسمية