رئيس التحرير
عصام كامل

وائل فتحى: شعر العامية مظلوم بمصر.. ومن يدعى أنه لا يحتاج لموهبة يسيء للعمالقة

فيتو

في رحاب الفاجومي، تولد العديد من المواهب الشعرية كل عام، شباب يملؤه الأمل، أوتوا من الكلم ما يسمح لهم بالتعبير عما يجول بخواطرهم، وما يملأ قلوبهم من مشاعر وقضايا تجاه حياتهم وحيال مجتمعهم، أحمد فؤاد نجم الذي كان طوال دربه منحازا لفئة الشباب معبرا بقصائده عن همومهم ومدافعا عن آمالهم، قدر له بعد وفاته أن يكون راعيا باسمه لإبداعاتهم وكلماتهم أيضا.


بدأت القصة قبل ست أعوام، عندما أطلق المهندس نجيب ساويرس جائزة أحمد فؤاد نجم لشعر العامية، تخليدا لصديقه الذي أحبه وأخلص له، ولتكون الجائزة رسالة وفاء لروحه، ودعما لشباب الموهوبين، تفتح آفاق إبداعاتهم، وتطلق العنان أمامهم لعالم الأدب والفكر، وفي الدورة السادسة للجائزة، وبالجامعة الأمريكية في التحرير، أعلن فوز الشاعر الشاب وائل فتحي، بجائزة أحمد فؤاد نجم عن ديوانه "العادي ثائرا وشهيدا"، الصادر عن دار الأدهم للنشر والتوزيع.

"فيتو" التقت الشاعر الشاب، على هامش استلامه الجائز، حيث تطرق لبدايته في مجال الشعر، وأعماله، كما روى العديد من المحطات في حياته، وحبه للفاجومي.. وإلى نص الحوار:

*بداية.. متى اكتشفت موهبتك في الشعر وكيف بدأت رحلتك معه؟
في الحقيقة أنا بدأت أكتب وألقى الشعر مبكرًا، كان لدى منذ صغري رغبة في الكتابة، تعززت موهبتي من خلال المسابقات الأدبية في مرحلة المدرسة، أول مسابقة في الشعر دخلتها كنت في 3 إعدادي بمدرسة أبو الهول الإعدادية بنين في الجيزة، وكانت ضمن دورات المدارس، ما زلت أتذكر حتى الآن أستاذ محمد الحسيني حين سلمني إحدى الجوائز وقتها، بعد ذلك انتقلت للمرحلة الجامعية، وأثناء دراستي بكلية التجارة في جامعة عين شمس، ترأست النادي الأدبي في الجامعة والكلية، حيث نظمت العديد من الفعاليات الثقافية، وحصدت عددا من الجوائز في مسابقات أسابيع شباب الجامعات، كانت بمثابة مرحلة صقل الموهبة لتعاملي مع العديد من صور وأشكال الحياة المختلفة، وخوض الكثير من التجارب الجديدة في تلك المرحلة.

*هل كنت تهتم بحضور الأمسيات الثقافية واللقاءات الأدبية لإبراز موهبتك الشعرية والتعبير عنها؟
بالتأكيد، كنت مهتما بالفعل بالحراك الثقافي، كما عملت على تنمية وتطوير ما امتلكه من موهبة، من خلال القراءة والإطلاع على أعمال الرواد كأحمد فؤاد نجم، وفؤاد حداد وصلاح جاهين، وغيرهم، جاء بعد ذلك مرحلة مشروع الفن ميدان، واستفدت من الحراك الثقافي والإبداعي به كثيرا.

*متى صدر أول ديوان لك.. وما الحالة التي صاحبته؟
أول ديوان قمت بإصداره ونشره، كان عام 2009، وحمل عنوان "أحلام شكك"، كان بمثابة إعلان عن نفسي وصوتي في عالم الشعر، أبرزت خلاله ما استفدته من تجارب الشعراء الآخرين، وأعلنت به عن وجودي، وأني قادم إلى تلك الساحة، جاء بعد ذلك ديوان "العادي ثائرا وشهيدا" والذي نشر هذا العام.

*10 سنوات كاملة بين ديوانك الأول والثاني.. ما سبب تأخر النشر طوال تلك الفترة؟
خلال الـ10 سنوات مررت بظروف مختلفة، ولأسباب متعددة لم ينشر ثاني دواويني إلا بعد عشر سنوات، ولكنني طوال تلك الفترة كنت أكتب وألقي الشعر، ولي العديد من القصائد التي يعرفها الكثيرون، كما أتمني أن ينال ديوان "العادي ثائرا وشهيدا" إعجاب الجمهور.

*"العادي ثائرا وشهيدا".. هل اقتبست عنوان الديوان من النص المسرحي "الحسين ثائرا وشهيدا" للراحل عبد الرحمن الشرقاوي.. وما الذي يتناوله؟
لا شك أن نص "الحسين ثائرا" سفر أدبي عظيم، استفدت منه كثيرا كما لا يوجد مانع من تسليط الضوء على الديوان من خلال عنوان يجذب الجمهور، بالإضافة إلى أن الشخص "العادي" هو موضوع شعر العامية بالأساس وهمها، كان ممكن يقولوا عليه مهمش، لكن العادي يقصد به الإنسان في حالته الطبيعية، فالشعر بطولته الشخص العادي، الذي ينتصر له الديوان، فليس معنى أن الشخص العادي مش رمز أو قامة مشهورة ألا يكون له قيمة أو رأي وتواجد في مجتمعه.

*يرى البعض أن شعر العامية بشكل عام لا يحتاج إلى موهبة بارزة..أو جهدا في إعداد كلماته وقصائدة لأنه لا يحكمه منهج.. ما رأيك في ذلك ؟
رأي وتفكير خاطئ بالتأكيد، لأن قصيدة العامية أثبتت أنها ليست مجرد لهجة وقافية فقط، لأن روافدها كبيرة ومتسعة ومتعددة الأساليب، نظرا لتعدد الثقافات والأقاليم المصرية من الصعيد والدلتا والبدو والمدينة، كما أن المطلع على قواعد العامية وأسسها يرى عمق ووعي تراكيب شعر أحمد فؤاد نجم، وفؤاد حداد، رغم بساطة التعبيرات والكلمات، كما أن الشاعر الراحل بيرم التونسي استطاع أن "يبروز" مفهوم أن لكل شاعر تجربة مختلفة واسم، كما فعل فؤاد حداد في تجربته من الزجل، وكما كان يقدم صلاح جاهين في رباعياته، وأجيال كثيرة أتت بعد ذلك كسيد حجاب وغيره، وكل له مذهبه وتجربته المميزة.

*نتذكر كل عام في هذا الموعد أحمد فؤاد نجم.. هل تأثرت به في كتاباتك.. ومتى بدأت تسمع وتقرأ شعره؟
سأحكى أول موقف لي مع شعر أحمد فؤاد نجم يلخص قدر الرجل ومكانته لدى، وأنا في مرحلة الثانوية كنت ذاهبا لأشترى "تي شيرت" من وسط القاهرة، كان ذلك عام 2004، وكان معي ثمنه 40 جنيها، فاشتريتُ بها ديوانًا لأحمد فؤاد نجم بدلا من التي شيرت الذي كنت أنوي شراءه بالأساس، منذ ذلك الوقت بدأت أعي شعر وإبداعات ذلك الرجل.

*برأيك هل الجائزة لا تزال تؤدي دورها الذي قصده المهندس نجيب ساويرس عند تأسيسه لها؟
في البداية أشكر المهندس نجيب ساويرس للغاية، لأنه نجح في تسليط الضوء على العديد من المواهب الشابة وإتاحة الفرصة أمام إبداعاتهم، كل عام يظهر 10 مواهب جديدة للساحة الأدبية، كما أنه استطاع جذب الانتباه تجاه اسم وتاريخ أحمد فؤاد نجم، من خلال تخليد ذكراه بجائزة تحمل اسمه، وموجهة للشباب الذين كانوا أحد قضاياه التي طرحها في شعره وكلماته.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية