رئيس التحرير
عصام كامل

كيف تحولت مشروعات مستثمر مصري في غانا إلى قوة ناعمة عابرة للحدود

الدكتور سعيد دراز
الدكتور سعيد دراز مع رئيس غانا

حظيت تجربة مصرية في الاستثمار بأفريقيا باهتمام من نوع خاص داخل الدوائر السياسية والاقتصادية والإعلامية في القارة السمراء خلال الفترة الأخيرة.. حيث تحولت هذه التجربة من مجرد إقامة مشروعات استثمارية ضخمة إلى قوة ناعمة لها تأثير إيجابي على كافة الأصعدة.


بطل قصة النجاح هو الدكتور سعيد دراز رجل الأعمال المصري الذي يمتلك استثمارات متعددة في فرنسا والمغرب وبعضها في مصر.. ووسط كل ذلك اختار التوجه للاستثمار في غانا.. وخلال وقت قصير أصبحت مشروعاته هناك حديث الدوائر المعنية ليس في غانا وحدها ولكن في عواصم عدة داخل القارة وخارجها خاصة تلك التي تتابع عن كثب تجارب الاستثمارات الناجحة.

ولم يأت توجه الدكتور سعيد دراز إلى غانا صدفة ولكنه جاء عن إيمان راسخ بأن الروابط الوجدانية بين الشعب المصري والشعوب الأفريقية تمهد لانطلاق الاستثمارات في القارة السمراء.

ولذلك يؤكد رجل الأعمال المصري الدكتور سعيد دراز في كل مناسبة أن هناك روابط وجدانية تربط بين الشعب المصري والشعوب الأفريقية تعود إلى فترات ممتدة عبر التاريخ وتزداد رسوخا في الوقت الحالي خصوصا مع تطلع كافة الشعوب إلى مستوى أفضل ومستقبل مشرق وأن إيمانه الشديد بأهمية تعزيز هذه الروابط هو مادفعه للاستثمار في غانا التي وجد فيها ترحيبا كبيرا بدءا من رئيس الدولة وحتى المواطن البسيط.

الدكتور سعيد دراز مع رئيس غانا

وأكد الدكتور سعيد دراز أن الاهتمام المصرى بأفريقيا قديم قدم التاريخ لأن مصر هي «هبة النيل» كما قال هيرودوت، ومصر بموقعها الإستراتيجي شمال شرق القارة الأفريقية والتي تعد من أقدم القارات في العالم، وتمتد أراضيها لتصل القارة بجارتها آسيا، وتعد حلقة الوصل بين قارات العالم القديم، جعلها بوابة أفريقيا للتجارة والثقافة، وتبادل الحضارات والثقافات.

وأضاف أن الرئيس الراحل عبدالناصر ظل يردد «ستظل شعوب القارة تتطلع إلينا، نحن الذين نحرس الباب الشمالى للقارة، والذين نعتبر صلتها بالعالم الخارجى كله»، وأدرك ما لم يدركه غيره ولذلك نجح في نقل مستوى العلاقات إلى آفاق أوسع بما يخدم الشعوب.

يذكر أن غانا احتفلت هذا الشهر باستلام ثاني مستشفى تنفذه شركة مصرية، ضمن سلسلة من المستشفيات والمنشآت الطبية التي تعاقدت الشركة المصرية مع الحكومة الغانية لتنفيذها ويتم تسليمها تباعا.

وحضر مراسم التسليم رئيس جمهورية غانا نانا أدوا دانكوا أكوفو إددو الذي أبدى إعجابه بالإنجاز المصري في التنفيذ قبل الموعد المقرر.

وقال رئيس غانا، خلال مشاركته في الاحتفالية: "من الجيد أننا تمكنا من إنشاء مستشفى يضم 100 سرير بهذه الجودة، وافتتاحه قبل موعده المقرر بشكل كامل، مما يمكن المقيمين والمرافق الصحية المحيطة في أشونجمان ودوم وهاتسو وكوابينيا الآن من الحصول على رعاية صحية شاملة من قبل مستشفى جا - الشرقي".

ويعد مستشفى "Ga-East" هو المستشفى الثاني الذي تم تشغيله حتى الآن من قِبل الرئيس أكوفو-أدو بموجب "مشروع مستشفى غانا"، بعد افتتاح مستشفى Upper" West Regional" في 18 أغسطس الماضي.

وأبدى رئيس غانا، إعجابه بالإنجاز المصري وسرعة التنفيذ، والتسليم قبل شهر من الموعد المحدد.

وأكد الدكتور سعيد دراز رئيس شركة «إيرو جيت دي إنفست» وهي شركة استثمار رأس مالية مصرية أن مجموعة إيرو جيت قامت بتنفيذ مشروعاتها وأوكلت مجموعة كبيرة من مقاولي الباطن بما فيهم شركة فيليبس العالمية وستاك البريطانية وشاينا ريلويز وشاينز جيو وهى من أكبر الشركات الصينية على مستوى العالم، وقد نجحت مجموعة إيرو جيت المصرية في الالتزام بتنفيذ أول مستشفى بطاقة استيعابية ١٦٠ سريرا في مدينة واو، وهو الذي تم تسليمه في أغسطس الماضي لحكومة غانا، وهذا هو المستشفي الثاني الذي تسلمه الشركة لحكومة غانا وفقا للمواصفات العالمية.

كما أوضح الدكتور دراز أن التصميم والإدارة والإشراف والتمويل كله قد نفذته الشركة المصرية بالاستعانة بخبرات مصرية مائة في المائة بمشاركة 56 مهندسا مصريا وكذلك إدارات التعاقدات وإدارة المشروعات مصرية أما التمويل فهو من مشمولات وصميم وإدارة مجموعة إيرو جيت.

والتي كانت قد تعاقدت من خلال إحدى شركاتها وهي إيرو جيت دي إنفست المساهمة المصرية على إقراض غانا قرضا طويل الأجل لمدة 18 سنة بفائدة 1.6 بالمائة، وذلك في صورة تصميم وتنفيذ وتجهيز وصيانة ثمانية مستشفيات عامة ومركزية لوزارة الصحة في غانا، وكذلك مستشفى عسكري لوزارة الدفاع الغانية، بنظام تمويل وتسليم مفتاح، وتبلغ القيمة الإجمالية للمشروع وتمويله 798 مليون دولار أمريكي، حيث قامت شركة شركة إيرو جيت إنفست وشركة بافيس المساهمة، وهما إحدي شركات المجموعة بعمل نموذج هندسة تمويلية خصيصا لتمويل المشروع بضمانة سيادية من دولة غانا.

وتضم سلسلة المستشفيات، مستشفى إقليمي يضم 160 سريرا في مدينة «وا»، ومستشفى مركزي طاقة 100 سرير في مدينة أكرا، إلى جانب مستشفى مركزي طاقة 60 سريرا في «نسوكوا» وآخر يضم 60 سريرا في «تيبا» بمنطقة «أشانتي». 

وأضاف أن هناك مستشفيات أخرى منها ثلاثة في منطقة «تويفو براسو» و«كونونغو» و«سالاجا» ومستشفى إقليمي يضم 250 سريرا في كوماسي، ومستشفى عسكري 500 سرير في كوماسي، ومن المتوقع أن تضيف المستشفيات 1310 أَسِرَّةٍ، بالإضافة إلى مرافق أخرى للبنية التحتية الصحية في غانا.

وأضاف الدكتور دراز أن مصر شهدت في الفترة الأخيرة طفرة في النهوض بالصحة، وجذب الاستثمارات في القطاع الطبي بفضل دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية الحكومة والقطاع الخاص لوضع الصحة في أولويات الاهتمامات، مما شجع شركات مصرية وأجنبية على الدخول باستثماراتها بقوة في القطاع الصحي بمصر.

كما شجع الشركات المصرية على نقل خبراتها للدول الأفريقية، حيث تحرص القيادة السياسية على تدعيم العلاقات مع دول القارة، وعلى رأسها غانا التي تربطها بمصر علاقات تاريخية لها خصوصيتها وتشهد في الوقت الحالي تعاونا مشتركا في شتى المجالات.

وأكد دراز أن المنشآت الطبية التي تقوم الشركة بتنفيذها في غانا تعتمد على أحدث النظم العالمية في تصميم وبناء وتجهيز المستشفيات، وتوفر كافة الخدمات الطبية لكل التخصصات مثل طب الأطفال وصحة الأم والأنف والأذن والحنجرة وطب الأسنان وكافة الجراحات والحروق والعلاج الطبيعي ووحدات العناية المركزة وغيرها، بحيث لم تترك أي تخصص أو مجال دون أن توفر له التجهيزات والإمكانيات اللازمة له مما يعكس ريادة الشركات المصرية في قطاع الصحة ويؤكد التعاون الوثيق بين مصر ودول أفريقيا.
الجريدة الرسمية