مباحثات مصرية مجرية بالاتحادية.. الرئيسان يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية.. يؤكدان أهمية التوصل إلى حلول سلمية لأزمات المنطقة.. ومواجهة المجتمع الدولي للإرهاب واستئصاله أبرز الملفات
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقرينته، اليوم، بقصر الاتحادية "يانوش أدير" رئيس جمهورية المجر وقرينته، حيث تم إجراء مراسم الاستقبال الرسمي وعزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.
جلسة مباحثات ثنائية
وعقد الرئيسان جلسة مباحثات ثنائية أعقبها جلسة موسعة ضمت وفدي البلدين، حيث رحب الرئيس السيسي بالرئيس المجري، مشيدًا بالعلاقات التاريخية بين البلدين، ومعربًا عن التطلع لتعزيز التعاون الثنائي بينهما في ضوء الخطوات الإيجابية البناءة التي تمت مؤخرًا بين مصر والمجر، والتي تجسدت في تبادل الزيارات رفيعة المستوى، وعقد 4 قمم رئاسية بين البلدين منذ عام 2015، كان آخرها بنيويورك في شهر سبتمبر الماضي على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأكد الرئيس المجري سعادته بزيارة مصر، موجهًا الشكر للرئيس على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، معربًا عن الحرص على استمرار التنسيق والتشاور بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات، وكذلك التطلع لتطوير وتعزيز علاقات المجر مع مصر، لا سيما في ظل دورها المحوري بقيادة الرئيس لإرساء دعائم الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية.
تعزيز العلاقات
وتناولت المباحثات سبل تعزيز العلاقات الثنائية، خاصةً الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، فضلًا عن التعاون في مجال تطوير قطاع السكك الحديدية، والذي يعد من ضمن الأولويات المهمة التي تعول عليها الدولة المصرية في إحداث نقلة نوعية في عملية التنمية الجارية حاليًا بخطوات متسارعة، علاوة على كونه مرفق حيوي يمس الحياة اليومية للمواطن، أخذًا في الاعتبار الدور الفاعل للمجر في تطوير هذا القطاع منذ ستينيات القرن الماضي، وحاليًا عبر تنفيذ مشروع تمويل وتوريد 1300 عربة قطار، بالتعاون مع روسيا، وهو المشروع الأكبر في تاريخ السكك الحديدية المصرية، والذي يأتي تتويجًا للتطورات الإيجابية التي تشهدها علاقات البلدين في كافة المجالات.
تحلية المياه وملف الطاقة
وتباحث الرئيسان حول آفاق تعظيم التعاون بين البلدين في مجال تكنولوجيا تحلية المياه وتعظيم الاستفادة من مواردها، وكذلك التعاون في مجال الزراعة والري، بالإضافة إلى التعاون في مجال الطاقة بمختلف أنواعها، وذلك في ضوء حرص البلدين على تنويع وتأمين مصادرهما من الطاقة.
الملفات الإقليمية
وشهدت المباحثات استعراض عدد من الملفات الإقليمية، حيث أكد الرئيسان أهمية تضافر الجهود للتوصل إلى حلول سلمية لمختلف الأزمات بالمنطقة بما يحفظ كيان الدولة الوطنية بالمقام الأول.
مواجهة الإرهاب
واستعرض الرئيس كذلك الجهود المصرية في مجال مكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى أهمية قيام المجتمع الدولي بالتعامل مع جذور آفة الإرهاب من خلال مقاربة شاملة تتضمن كافة الأبعاد والأسباب.
كما تم تبادل وجهات النظر بشأن ظاهرة الهجرة غير الشرعية، حيث أكد الرئيس حرص مصر على مكافحة تلك الظاهرة، مشيرًا إلى الجهود المصرية للتصدي بنجاح لانتقال المهاجرين غير الشرعيين عبر المتوسط، بما يسهم في الحفاظ على أمن واستقرار أوروبا، وأكد أهمية التعامل مع ملف الهجرة في إطار من المسئولية المشتركة وتحمل الأعباء، وعدم التركيز على الحلول الأمنية فقط دون معالجة جذور المشكلة في دول المصدر.
وأعرب الرئيس المجري عن تثمينه للجهود المصرية في مجال مكافحة الإرهاب، والتجربة المصرية الناجحة في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، مؤكدًا الحرص على مواصلة التعاون مع مصر على مختلف المستويات للتصدي للتحديات التي تواجه ضفتي المتوسط، ودعم مواقف مصر داخل الاتحاد الأوروبي، مشيدا بجهود مصر لتعزيز جسور الحوار بين الدول الأفريقية والعربية ودول الاتحاد الأوروبي، أخذًا في الاعتبار العلاقة المباشرة بين الأمن في أوروبا والأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية.