كيف روج الإخوان للإرهابي هشام عشماوي؟.. اعتبروه ضحية للقمع والظلم.. دعموه معنويًا للاستمرار في استهداف قوات الجيش والشرطة.. شككوا في عملية القبض عليه.. وباحث: حكم إعدامه رسالة قاصمة للإرهاب
أسدل القضاء العسكري، مسيرة الإرهابي الأول في البلاد، بعد أن أصدر حكما يقضي بإعدام هشام عشماوي، بعد انضمامه إلى تيارات إرهابية، وقيادته للعديد من الهجمات، على نقاط عسكرية وأمنية للجيش والشرطة المصرية، إضافة إلى استهداف ومحاولة اغتيال أقباط، وشخصيات في مناصب رفيعة بالدولة.
جرائم دموية
لماذا تجددت الصراعات داخل منظومة إعلام الإخوان؟
القاتل المحكوم عليه بالإعدام، خطط للعديد من الجرائم الدموية، عملية اغتيال وزير الداخلية الأسبق، محمد إبراهيم في سبتمبر 2013، واستهدافه للأقباط دون أي ذنب اقترفوه، ورغم ذلك كان يجد دعما كبيرًا من تيارات الإسلام السياسي، خاصة جماعة الإخوان الإرهابية، والحركات والشخصيات الدينية المتطرفة التي تدعم التنظيم.
عشماوي المعروف باسم «أبو عمار المهاجر»، كان جنديًا من القوات الخاصة المصرية، وطُرد بسبب تطرفه الديني واعتناقه الأفكار القطبية الإخوانية، ولكنه توغل واحترف التكفير، وسريعا لم يخطئ طريقه، وهو الصيد الثمين للتيارات الإرهابية، بحكم تدريبه وخبرته العسكرية، وتدرج في المناصب حتى أصبح قائدًا ميدانيًا، في جماعة أنصار بيت المقدس بسيناء، وأدى تضخم أحلام الزعامة في شخصه إلى الانسحاب من صفوفها، عندما أصبحت جزءًا من تنظيم داعش الإرهابي.
دعم إخواني
وعلى مدار الأعوام السابقة، شنت الإخوان حملات دعم لعشماوي، واعتبرته ضحية للظلم، كما هو عادتها في تبرير القتل، وحتى تحثه على المزيد من عمليات القتل، بما أن هناك داعما معنويا لها، وهي تحركات رصدها، مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية العام الماضي، بعد القبض على القاتل الهارب آنذاك، من قبل الجيش الليبي، وتسليمه لمصر.
محاولة شيطنة الدولة المصرية، وإضفاء فضيلة الجهاد الشرعي على ما يفعله عشماوي ومن هم على شاكلته، من قبل الفضائيات الإخوانية، ومليشياتها الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، رآها المرصد ممارسات لا تمثل خطرًا على مصر فقط، بل على مسلمي العالم، والإسلام نفسه، فمثل هذا الدعم للإرهابيين، تشويه لسماحة الإسلام أمام العالم، والجمع بينه وبين الدم والعنف، بما يخرجه من مساره الذي يركن إلى السماحة والاعتدال.
ولم تقف محاولات الإخوان على دعم «عشماوي»، ونسج حكايات مزيفة، عن سر خروجه من الخدمة العسكرية، وانضمامه للتيارات التكفيرية، ومحاولة صناعة بطل من لا شيء، بل حاولت بعد التأكد من القبض عليه، تدمير الروح المعنوية بين صفوف القوات المسلحة، والشارع المصرية، عبر التشكيك في العملية، والزعم أن المقبوض عليه آنذاك، شبيه لعشماوي وليس هو.
صفوت حجازي
هذا المنهج اتبعته الجماعة من قبل، عند القبض على صفوت حجازي، أحد الأصوات التي تزعمت التصعيد مع الدولة، من على منصة رابعة العدوية، وجعل الدماء ثمنًا لأي محاولة لإزاحة مرسي عن السلطة، وبعد القبض عليه وإنكار كل ما جرى، زعم الإخوان أنه شخص آخر، أجريت له جراحات تجميل ليصبح مثل «حجازي».
رسالة للتطرف
وقال منتصر عمران، القيادي السابق بالجماعة الإسلامية: إن إعدام هشام عشماوي، الإرهابي التكفيري، رسالة واضحة وصريحة أن الدولة جادة في الثأر لأبنائها من رجال القوات المسلحة والشرطة.
وأشار عمران، إلى أن النظام السياسي له من القوة والصلابة ما يجعله يرفض الرضوخ أي ضغوط خارجية، مردفا: هو يحافظ على أمن البلاد، وفي ذات الوقت يثأر ممن قتل رجالاته، حتى ولو كان خارج البلاد ومحصن بالحشود والدروع.
وأكد القيادي السابق بالجماعة الإسلامية، أن إعدام هشام عشماوي، رسالة أيضا لكل من تسول نفسه، أن يخرج على النظام بالقوة، ويريد فرض آرائه وأفكاره بالعنف والإرهاب.
وأشار عمران إلى أن حكم الإعدام، سيكون له مردود سيئ، على تنظيم الإخوان، في الداخل أو الخارج، أن الدولة المصرية بها من القوة، ما يجعلها تنفذ أحكام القضاء، ولن يثنيها عن ذلك صراخ وعويل التنظيم، من خلال المنظمات التي تزعم أنها مهتمة بحقوق الإنسان، على حد قوله.
وتابع: إعدام عشماوي، يجعل من قادة التنظيمات الإرهابية، المنبثقة عن فكر وتنظيم الإخوان، يفكرون مليون مرة قبل الإقدام على تنفيذ أي مخططات عدائية ضد الدولة، بعد أن أصبحت يد البلاد طويلة، وقادرة على أن تصل إلى أي مكان، ولأي قائد مهما كان منصبه في التنظيم، مردفا: أيام المواءمة السياسية انتهى بدون رجعة، ومصلحة الأمن القومي، فوق كل اعتبار دون حسابات أخرى.