التغيير والتحذير: أتوقع وأتمنى!
يمكن القول إن ثمة ارتياحا شعبيا أوليا تجاه حركة المحافظين الجديدة، ونوابهم من الشباب، لأمرين اثنين: أولهما أنه تم التخلص من الذين تربعوا على عروش المحافظات، لا هشوا ولا نشوا بقدر ما ثرثروا، وبقدر ما تمنظروا؛ فارتاح الناس لإخراجهم، لأنهم كانوا أساسا اختيارا خاطئا..
وثانيا أن عددا لا بأس منهم شباب، وأساتذة جامعات، وأن الدراسات التي سبقت تعيينهم كانت محققة وتحت المراجعة على عين القيادة السياسية.. وهذا ما يجعلنا نطمئن، حتى لا تتكرر المجاملات والعشوائيات السابقة في الترشيحات.. ومنهم من برز لصا وسجن!
نشعر بالارتياح أيضا لتعيين ثلاثة وعشرين نائبا لثلاثة وعشرين محافظا، اختيروا من تنسيقية الأحزاب ومن البرنامج الرئاسى. هؤلاء الشبان وقود التغيير والحركة السريعة، واختيارهم في هذه المناصب لن يكون شرفيا أبدا، والمحافظ الذي يتصور أن النائب ديكور أو تشريفاتي ينوب عنه في الجنازات والعزاءات.. هو محافظ يؤهل نفسه للخروج..
وكان الرئيس في لقاء التوجيه الرئاسي مع المحافظين الجدد ونوابهم خص النواب بالكثير من الاهتمام والتوجيه، وهى رسالة واضحة لكل محافظ بألا يمارس خبث الإقصاء والإبعاد والتهميش لنائبه، وإلا فقدنا المغزى الجوهرى من هذه السياسة الجديدة تماما على المجتمع التنفيذي المصرى. نعم لأول مرة يحدث هذا في تاريخ المحافظات..
ومن ثم فإن هؤلاء الشبان لابد أن تتحدد سلطاتهم واختصاصاتهم، وأن يعرفوها جيدا وأن يعرفها المحافظ، وأن تكون مستندة إلى حقوق دستورية، حتى لا يتحول السيد نائب المحافظ إلى السيد شبح في مكتبه، يمضغه الإحباط والكمد ويمارس رذيلة الشكوى لكل من جرؤ وزاره!
ينتظر الناس، بعد صدور حركة المحافظين، التغيير الوزارى الكبير، لكى تخرج وزيرات مستفزات ووزراء كانت شكاياتهم أعلى صوتا من إنجازاتهم.
يحب الناس رئيس الوزراء دكتور مصطفى مدبولى لأدبه الجم وتواضعه، وأولا وقبل كل شيء لإنجازاته ولحاقه المستمر بخطوات الرئيس.. ينجز ويحقق ويتابع.. ولا يمكن القول أبدا أن الرجل بلا رؤية سياسية ولا اقتصادية، لأن المجموعة الاقتصادية بالحكومة تعالج بنجاح الموقف الاقتصادى.
نتوقع خروج وزراء تعطيل مصالح الشعب ووزراء الاستفزاز ووزراء المداهنة... ثلاثى اختنق منه الناس..
نتوقع وزراء شبانا مدربين سياسيا، فما أحوجنا إلى الوزير السياسي، لا يكذب، لأن الرئيس لا يكذب ويمقت الكذابين، بل سيقود وزارته برؤية سياسية بعيدة المدى، واضعا في اعتباره عند كل قرار تأثير وتأثر الرأي العام.
الحكومة المنتظرة طالت ولادتها، وربما تعلن اليوم، الخميس، أو غدا، أو... لكن من المؤكد أنها حكومة جنى الثمار وحسن توزيعها على الشعب، فليس خافيا على العين المتابعة أننا أفضل اقتصاديا وأمنيا وسياحيا وتصديريا وتحويلات المصريين، فضلا عن عائدات قناة السويس، ناهيك عن عائدات تصدير فوائض الغاز من بئر الحنان "زهر" وشقيقياته "نور" وغيرهما، ناهيك عما توفر من ملايين الدولارات كنا نشترى بها الغاز..
اليوم لدينا الغاز، نستهلك ونصدر..
من أجل هذا، ستكون الحكومة مكلفة بإسعاد الشعب.. وستكف عن الجباية.. وستضبط الأسواق.. لأن معظم سخط الناس سببه اللصوص من التجار، وما اكثرهم!
وفى إطار هذه الهيكلة السياسية الجديدة، قد يطمح خيالى لنتمنى على الرئيس، وقد استقرت الأمور غالبا، أن يختار نائبا له، من مصنع الرجال والكرامة، من وسط قواتنا المسلحة، وبذلك يكتمل ترتيب البيت المصرى، مع إطلاق حرية العمل السياسي للأحزاب، التي ننصحها بالاندماج إذا تشابهت برامجها، تحت مظلة إعلامية واسعة النوافذ.. لا تتكدر ولا تنقبض لرأي وطنى معارض.
أتمنى وأتوقع ليس إلا !