رئيس التحرير
عصام كامل

10 معلومات عن "إهناسيا" عاصمة مصر الفرعونية ببني سويف (صور)

فيتو

تعاقبت على مصر القديمة، أكثر من مدينة تم إتخاذها كعاصمة لأقدم دولة في التاريخ، وكان ذلك تبعا للظروف الزمانية والمكانية والسياسية، من بين هذه المدن "مدينة إهناسيا" بمحافظة بني سويف، والتي كانت عاصمة لمصر في عهد الأسرتين التاسعة والعاشرة لمدة تجاوزت القرنين من الزمان في الفترة من 2242 حتى 2452 قبل الميلاد.


وتستعرض "فيتو" أهم 10 معلومات عن مدينة إهناسيا، العاصمة الفرعونية، التي حكمت مصر في العهد الفرعوني، وكان يسكن فيها ملوك الفراعنة خلال أسرة مصرية تاسعة وأسرة مصرية عاشرة حتى هاجمها منتوحتب الثاني واستولى عليها.


1ـ ترجع نشأة إهناسيا طبقا لمقدمة مخطوطة على حجر باليرمو الفرعون دن من الأسرة الأولى قد قام بزيارة موقع البحيرة المقدسة المنتسبة للإله حرشف في مدينة "نني سوت"، وهو اسم المدينة القديم، وهذا يدل على وجود المدينة خلال وسط الأسرة المصرية الأولى نحو 2970 قبل الميلاد.


2ـ اشتهرت إهناسيا القديمة وكانت تسمى "نن - نسو" أو "ننسو" بالمصرية القديمة، وبالإغريقية "هيراكونبولس ماجنا" وكانت مدينة ننسو تقع جنوب مدينة الفيوم بالقرب من إهناسيا المدينة الحالية، وترجع تسميتها "هيراكليوبولس" إلى المعبود الإغريقي هرقل والذي يعده الإغريق معادلا للإله المصري القديم حرشف، الذي زاد صيته بعد الدولة الحديثة في القرن 8 قبل الميلاد.


3ـ في الفترة ما بين عامي 1891 إلى 1904 قام عالما الآثار "إدوارد نافيل" و"فلاندر بتري" بإجراء حفريات فيها، وتواصلت البحوث في القرن الماضي خلال الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، واشترك باحثون من إسبانيا في الحفريات؛ إلا أن آثار هيراكليوبولس قد تأثرت من ارتفاع المياه الجوفية فيها.


4ـ أطلق عليها قديما اسم "حوت نن نسو"، ومعناها مقر الطفل الملكي، كما أطلق عليها الإغريق اسم "هيراقليو بوليس" أي مدينة المعبود هرقل الذي شبهوه بمعبود المدينة الرئيسي وهو المعبود "حري شا اف".


5ـ شيد معبد "حرشف" بإهناسيا والذي كان موجودا على بحر من الفرعونين أمنمحات الأول وسيسوستريس الأول، وكان المعبد والبحر موجودين في إهناسيا "هيراكليوبولس ماجنا" وأقيمت توسعات للمعبد خلال الأسرة المصرية الثامنة عشرة، كما قام رمسيس الثاني بتجديدات في المعبد.


6ـ أقام رمسيس الثاني أمام البهو الأمامي للمعبد تمثالين كبيرين له، وأعمدة ثنائية ذات تيجان مزينة بزينة أوراق النخيل، وصالة أعمدة أخرى تقود إلى داخل المعبد، وقد استبدلت بعض أجزاء المعبد خلال الأسرة الثالثة والعشرين، كما أجريت ترميمات على المعبد خلال فترة الحكم الإغريقية الرومانية.


7ـ تبلغ مساحة المنطقة الأثرية بإهناسيا نحو 390 فدانا، وهي تحتوي على العديد من بقايا المعابد التي عثر بها على مجموعة كبيرة من الآثار أهمها تمثالان من الكوارتز لرمسيس الثاني، وقد كانت مزارًا مهمًا للسياح لمشاهدة الآثار.


8ـ عُثر في منطقة إهناسيا على آثار من العهد الروماني، مما يدل على أهمية هذا البلد على مختلف العصور والعهود في القديم والحديث، كما بمنطقة "سدمنت" بإهناسيا على مقابر لهيركليوبولس، ولكن اتضح أنها تختص ببعض القرى المجاورة على النيل. ومع استمرار البحث والتنقيب عثر على مقابر هيراكليوبولس.



9ـ حظيت إهناسيا بأهمية دينية كبيرة وشهرة واسعة في الأساطير المصرية القديمة، حيث وقعت على أرضها أحداث البردية الشهيرة المعروفة بالقروي الفصيح "الفلاح الفصيح"، وهي قصة مصرية قديمة عن فلاح يدعى "خن أنوب" عاش في عهد الأسرة التاسعة أو العاشرة، والذي تعرض لاعتداء من قبل نبيل يدعى رينسي بن ميرو.



10ـ في عام 1933 أصدرت وزارة الداخلية قرارًا بإنشاء مركز اهناسيا المدينة، وبعد مرور 21 عاما وفي عام 1965 صدر قرار جمهورى بتعديل مسمى المركز إلى إهناسيا، كما يطلق عليها البعض لقب أم الكيمان لوجود كثبان وتجمعات رملية "كيمان" بالمدينة، وتضم 5 وحدات محلية قروية رئيسية، و143 قرى تابعة وعزب.

محافظ بني سويف يتفقد البعثة الإسبانية للكشف عن الآثار بإهناسيا

وكان المستشار هاني عبد الجابر محافظ بني سويف، تفقد، منذ أيام، أعمال البعثة الإسبانية للتنقيب عن الآثار والتي تقوم بعملية تنقيب وتوثيق للمنطقة الأثرية بمدينة إهناسيا، للوقوف على آخر التطورات التي توصل إليها فريق العمل، وتذليل أية معوقات قد تواجه البعثة.

وتابع المحافظ سير عمل البعثة الإسبانية التابعة لمتحف مدريد القومي التي تقوم بالأعمال والاكتشافات الأثرية بمنطقة آثار اهناسيا المدينة، والتي تعمل منذ عام 1966 باهناسيا، حيث تمكنت البعثة من الكشف عن بقايا معبد فرعوني يرجع لعهد الملك رمسيس الثاني وأيضا الدولة الوسطى، ولا تزال تعمل بهذا الموقع، حيث تتم الحفائر العلمية وأعمال التوثيق الأثري والوصف للأحجار المكتشفة، فضلًا عن قيامها بإجراء أعمال الترميم والصيانة للقطع والأحجار الأثرية المكتشفة من خلال الحفائر،حيث انتهت البعثة "مؤخرًا" من الحفائر في الموقع الجنوبي وهي عبارة عن بقايا مقابر من الحجر والطوب اللبن ترجع لعصر الانتقال الأول.

وشدد المحافظ على أهمية تذليل كافة العقبات أمام البعثة، وتوفير كل أوجه الدعم للقيام بأعمالهم، مشيدا بما يقوم به فريق عمل بعثة الحفائر من مجهودات كبيرة وتحمل الصعاب والتي تسفر عن اكتشافات أثرية ستضيف إلى الرصيد الحضاري والتاريخي والأثري الذي تمتلكه مصر، بجانب المساهمة في كشف النقاب عن الثروة التاريخية والأثرية التي تمتلكها بني سويف التي كانت عاصمة لمصر في الأسرتين التاسعة والعاشرة، مما ينعكس على خطة التنمية السياحية المستهدفة بالمحافظة وأن تتبوأ المحافظة مكانتها اللائقة والمناسبة والمستحقة على خريطة مصر السياحية.
الجريدة الرسمية