توقيع 7 مبادرات إستراتيجية.. سر تواجد محمد بن سلمان في الإمارات
قال ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، اليوم الأربعاء، أن الإمارات تتطلع لتحقيق التعاون الإستراتيجي مع السعودية من أجل أمن واستقرار المنطقة.
وشدد على هامش المباحثات المشتركة مع ولى العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أن "العلاقات بين الإمارات والسعودية ليست تاريخية فحسب بل دم ومصير مشترك".
فيما أكد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أن "العلاقة مع الإمارات مبنية على التعاون والسياسات المشتركة تجاه المنطقة".
وأوضح أن "العلاقات المتينة بين قيادتي وشعبي السعودية والإمارات مبنية على أسس راسخة".
ورأس الشيخ محمد بن زايد والأمير محمد بن سلمان، الأربعاء، أعمال الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق السعودي ــ الإماراتي الذي استضافته العاصمة أبوظبي.
ويأتي الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق السعودي - الإماراتي "في ظل استمرارية الجهود التي يبذلها البلدان بهدف تفعيل محاور التعاون المشتركة للتكامل بينهما اقتصاديًا وتنمويًا ومعرفيًا وعسكريًا، فيما شارك في الاجتماع كل من أعضاء المجلس ورئيسا اللجنة التنفيذية وفريق الأمانة العامة للجنة التنفيذية"، حسب ما جاء على وكالة الأنباء الإماراتية "وام".
وخلال الاجتماع، شهد الشيخ محمد بن زايد والأمير محمد بن سلمان، تبادل 4 مذكرات تفاهم، واستعراض 7 مبادرات إستراتيجية.
وعقب الاجتماع، كتب الشيخ محمد بن زايد على حسابه في "تويتر": ترأست وأخي محمد بن سلمان الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق السعودي-الإماراتي في أبوظبي. ماضون بتعزيز تكامل علاقتنا الإستراتيجية في المجالات كافة".
وأشار الأمير محمد بن سلمان إلى أن عام 2020 هو عام الإنجازات الدولية، فالجارتان على أعتاب احتضان فعاليات دولية كبيرة، وصلتا لها بعد تخطيط وعمل وجهد متواصل، فرئاسة المملكة العربية السعودية لمجموعة العشرين خلال عام 2020، واحتضان دولة الإمارات العربية المتحدة لمعرض "إكسبو 2020" هما خير دليل على ما تحظيان به من مكانة دولية مرموقة.
وقال: "في هذا المجلس نستهدف تحقيق نموذج استثنائي من التعاون المشترك يبنى على مكامن القوة للبلدين وروح العزيمة والريادة التي يحظى بها شعباهما".
واستعرض الاجتماع أعمال المجلس وسير العمل واقتراح مجالات تعاون جديدة لاعتماد مجموعة من المبادرات والمشاريع التي تصبّ في تحقيق أمن الشعبين الشقيقين ورخائهما بجانب عرض المبادرات والإنجازات التي تحققت على مستوى القطاعات ذات الأولوية.
وأتت المبادرات بعد أشهر من العمل المشترك بين اللجان التكاملية المنبثقة من اللجنة التنفيذية، بهدف الاستغلال الكامل لطاقات وموارد البلدين بما يعزز التعاون والارتقاء بمصالح الشعبين الشقيقين.
وتضمنت هذه المبادرات التالي:
1- التأشيرة السياحية المشتركة: التعاون بين الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في المملكة مع وزارة الاقتصاد في الإمارات على إصدار تأشيرة سياحية مشتركة للمقيمين في البلدين عند الوصول، وبما يسهم في زيادة الحركة السياحية بينهما وتعزيز مساهمة السياحة في الاقتصاد الوطني للبلدين.
2- تسهيل انسياب الحركة بين المنافذ الجمركية: تعمل الهيئة العامة للجمارك في السعودية مع الهيئة الاتحادية للجمارك في الإمارات على تسهيل انسياب الحركة في المنافذ، التي من شأنها تعزيز التعاون الجمركي لانسيابية الحركة التجارية في المنافذ الجمركية بين البلدين، حيث أسهمت المبادرة بعد إطلاقها في خفض "مدة الفسح الجمركي" من 14 ساعة في عام 2018 إلى 4 ساعات في عام 2019، على أن يتم تقليص هذه المدة خلال السنوات المقبلة.
3- إستراتيجية الأمن الغذائي المشتركة: تهدف هذه المبادرة إلى توثيق العمل بين الدولتين في مجال الأمن الغذائي لضمان التغلب على التحديات الغذائية التي تواجه البلدين بصورة خاصة والمنطقة بصورة عامة، حيث سيتم من خلال التعاون المشترك العمل على توفير غذاء آمن ومستدام، وبأسعار مناسبة للجميع وفي الظروف كافة.
4- الأمن السيبراني: تهدف المبادرة إلى تعزيز الأمن السيبراني لدى البلدين، ودعم توفير فضاء سيبراني موثوق لكل بلد يمكن من خلاله تقديم خدمات وتعاملات إلكترونية آمنة، حيث سيعمل التعاون بين البلدين عل دعم جهودهما في الوقاية من الهجمات السيبرانية التي تستهدف البلدين وتخفيف أضرارها، خاصة الأضرار الكبيرة التي يحتمل حدوثها نتيجة للهجمات السيبرانية وفي مجالات متعددة، مثل الأضرار الاقتصادية والأضرار السياسية وغيرها، حيث من المتوقع أن يكون لهذا التعاون أثر إيجابي كبير نتيجة تفادي تلك الأضرار المحتملة.
وأسهمت المبادرة خلال المرحلة الماضية في خفض الهجمات السيبرانية مقارنة بإجمالي الهجمات السيبرانية على القطاعات الحساسة بنسبة 55 بالمائة، حيث أدى هذا الانخفاض إلى توفير 257 مليون درهم مقارنة بعام 2018، وانخفاض المدة اللازمة للاستجابة للهجمات السيبرانية من 24 ساعة بحد أقصى إلى 6 ساعات، وانخفاض المدة اللازمة للتعافي من الهجمات السيبرانية بنسبة 25 بالمائة، مما وفر أكثر من 500 ألف درهم يوميا لكل هجمة، وازدياد وعي الجهات والأفراد بالتهديدات السيبرانية بنسبة 30 بالمائة.
5- العملة الرقمية المشتركة: إصدار عملة رقمية إلكترونية بشكل تجريبي ومحصور التداول بين عدد من بنوك البلدين وذلك بهدف فهم ودراسة أبعاد التقنيات الحديثة وجدواها في تعزيز الاستقرار المالي، ومعرفة مدى أثرها على تحسين وخفض تكاليف عمليات التحويل وتقييم المخاطر التقنية وكيفية التعامل معها، إلى جانب تأهيل الكوادر التي ستتعامل مع تقنيات المستقبل، وفهم متطلبات إصدار عملة رقمية تُستخدم بين دولتين، بالإضافة إلى إيجاد وسيلة إضافية لنظم التحويلات المركزية في البلدين، وإتاحة المجال أمام البنوك للتعامل مع بعضها البعض بشكل مباشر لتنفيذ التحويلات المالية.
6- مشروع المصفاة العملاقة الجديد: بناء مصفاة جديدة لتكرير النفط الخام بطاقة استيعابية تبلغ 1.2 مليون برميل نفط في اليوم متكاملة مع مجمع حديث للبتروكيماويات بتكلفة تقديرية مبدئية تبلغ 70 مليار دولار في ولاية ماهاراشترا غربي الهند، لتعمل على تأمين توريد ما لا يقل عن 600 ألف برميل يوميا من النفط الخام السعودي والإماراتي للسوق الهندية مع نسبة مرتفعة من التحويل للكيميائيات.
وتستهدف المبادرة تأمين منافذ مخصصة لمبيعات النفط الخام السعودية والإماراتية في السوق الهندية للتكرير والبتروكيماويات، ومن خلال المشاركة في مشروع تطوير المصفاة ومجمع البتروكيماويات لإنتاج وقود النقل الموافق لأحدث المواصفات الفنية العالمية، البنزين ووقود الطائرات والديزل، إضافة إلى مجموعة من المنتجات الكيميائية التي تستهدف بشكل رئيسي السوق المحلية الهندية المتوقع نموها بشكل مطرد في العقود المقبلة، مع إمكانية تصدير فائض المنتجات للأسواق العالمية.
مراسم استقبال رسمية للأمير محمد بن سلمان في الإمارات (فيديو)
7- مجلس الشباب السعودي الإماراتي: تأتي مبادرة إنشاء مجلس الشباب السعودي الإماراتي تعزيزا للشراكة بين الشباب في البلدين، وتبادل الأفكار بينهم، وتنسيقا للجهود الرامية إلى رفع القدرات بما يؤدي إلى استثمار طاقاتهم وإمكانياتهم في تنمية المجتمع، وسيعمل المجلس على تمكين الشباب من الإسهام والمشاركة بفاعلية في وضع التصورات التنموية المستقبلية وتشجيعهم على تطوير المبادرات الإنمائية لمواجهة تحديات المستقبل، وقد تم إطلاق منصة تفاعلية ودليل استرشادي يوضح آلية عمل مجلس الشباب السعودي الإماراتي وأهدافه، وإعداد تقرير ربع سنوي عن أداء المجلس، وإيصال أفكار الشباب إلى متخذي القرار في البلدين.