رئيس التحرير
عصام كامل

وجدي الحكيم: صباح كانت سفيرة مصر في لبنان

وجدي الحكيم وصباح
وجدي الحكيم وصباح

في ملحق نشرته مجلة نصف الدنيا بعد وفاة المطربة صباح في 26 نوفمبر 2014 نشرت مقالا كان كتبه الإذاعي القدير وجدى الحكيم (رحل 2014 أيضا) يضم بعضا من ذكرياته القديمة عن الشحرورة صباح قال فيها:


أذكر جيدا حين كنت من المكلفين بالتحضير لحفل غنائى في سينما قصر النيل، وكنت أتواصل مع الفنانين والفنانات من أجل ترتيبات الحفل وعمل البرنامج الخاص بى بإذاعة صوت العرب.

اتصلت بالجميع لكن صباح كلما اتصلت بها كانوا يقولون لى: نايمة، فانزعجت من عدم ردها على وقلت لهم في ضيق: لما تصحى تبقى تكلمنى.
بعد قليل اتصلت بى وسمعت صوت حلو في الهاتف يقول لى: مالك يا معلم زعلان ليه؟

فقلت لها: أنا مش زعلان مين معايا بقى؟

قالت: أنا صباح، كانت بسيطة ومتواضعة وامتصت غضبى وضيقى ودعتنى لزيارتها لبحث تفاصيل البرنامج، وبالفعل لبيت دعوتها وفى منزلها استقبلتنى بحفاوة وترحاب واكتشفت كم هي إنسانة بسيطة متواضعة ودودة ولطيفة، وبعد هذا اللقاء أصبحنا أصدقاء اتصل بها وتتصل بى ولم يكن في هذا الوقت قد ظهرت موجة "مدير الأعمال" فلم يكن بين الصحفى والفنان جدار عازل والاتصال كان يتم بشكل مباشر.

وصباح كانت ترحب بكل الصحفيين والإعلاميين وكانت تهتم كثيرا بالصحافة وتحرص على أن تضم مجالسها وحفلاتها كبار الكتاب والصحفيين والفنانين أذكر منهم جليل البندارى ومأمون الشناوى وبديع سربية وحسين السيد ومرسي جميل عزيز ومحمد الموجى وكمال الطويل وفريد الأطرش ومحمد فوزى وعبد السلام النابلسى وشادية وغيرهم.

كانت صباح تعيش حياتها كفنانة كما كانت تعيشها كإنسانة فالبساطة الشديدة كانت أبسط سماتها وكانت هناك حالة ود بينها وبين من يتعامل معها، كما أنها كانت كريمة في حياتها فلم تختلف على أجر مع ملحن أو شاعر على الأجر وانعكست كل هذا على فنها فكانت بساطتها سر نجاحها.

صباح كانت ترى انها بنت لبنان في مصر وسفيرة مصر في لبنان والعالم كله وكانت تعتبر بيتها هو بيت اللبنانيين في مصر وكانت تفتخر أنها لبنانية حاصلة على الجنسية المصرية ولذلك كان قصرها في لبنان بيتا لضيافة كل المصريين.

غنت لمصر من قلبها ولم تكن تستهويها السياسة ولم يتم استغلالها سياسيا لأنها مش بتاعة كده حتى بعد نكسة 1967 رفضت نقل إقامتها إلى لبنان كما فعل غيرها وقالت مصر بلدى ولن أتركها.

عموما صباح تجربة فنية وإنسانية نادرة وعشقها للحياة مالهوش حد ولا حل، هي مصرة أن تكون صباح حتى آخر نفس لأنها لم تتحول ولم تتخذ من عجزها ومرضها وسيلة للاستجداء ولديها عزة نفس كبيرة وكانت تقول دائما: أنا مش خايفة من الموت، الموت هو اللى خايف منى وضحكت.
الجريدة الرسمية