احذر «الكيتو دايت».. آثاره على الجسم تتجاوز فقدان الوزن.. نظام غذائي عالي الدهون.. يحتوي على مادة طلاء الأظافر.. 25% من مستخدميه يعانون الخمول.. ويستخدم لعلاج حالات الصرع عند الأطفال
ظهرت في الآونة الأخيرة في مصر أنظمة غذائية عديدة للتخسيس، وإنْ كانت هذه الأنظمة ليست جديدة في العديد من البلدان الأجنبية، ولكن معظم من يقوم بتطبيق هذه الأنظمة أشخاص غير متخصصين وغير مدركين لخطورة ما يقومون به، دون الرجوع للمتخصصين في التغذية العلاجية من أساتذة الجامعات ودراسي المجال.
أضرار المكملات الغذائية
من بين الأنظمة الغذائية المنتشرة عبر صفحات السوشيال ميديا المستخدمة في التخسيس، التي ينساق إليها كم كبير من أصحاب الوزن الزائد والذين يعانون من السمنة هي وجبات الكيتوجين، والتي يطلق عليها أيضا (وجبات الكيتو) The Ketogenic Diet.
نظام غذائي عالي الدهون
من جانبه حذر الدكتور أشرف عبد العزيز عبد المجيد، أستاذ التغذية والعميد السابق لكلية الاقتصاد المنزلي جامعة حلوان، عضو اللجنة الوطنية للتغذية على مستوى مصر، من استخدام ذلك النظام، والذي يعد نظاما غذائيا عالي الدهون "75%-80%"، معتدل البروتين "15% - 20%" منخفض الكربوهيدرات "5% - 10%"، والأساس في استخدامه كان للأطفال المصابين بالصرع وخاصة في الحالات التي يصعب السيطرة عليها.
وأشار إلى أنه عندما يتناول الإنسان الكيتو دايت يحدث إجبار للجسم على استخدام الدهون كمصدر للطاقة بدلا من الكربوهيدرات، ففي الغذاء العادي يقوم الجسم بتحويل الكربوهيدرات إلى الصورة النهائية (الجلوكوز) وينقل الجلوكوز إلى جميع أجزاء جسم الإنسان، فعندما يكون هناك القليل من الكربوهيدرات في وجبات الكيتو يقوم الجسم بتحويل الدهون إلى أحماض دهنية أجسام كيتونية تمد الجسم بالطاقة وإنتاج ATP في خلايا الجسم، وتمر الأجسام الكيتونية إلى المخ وتحل محل الجلوكوز ويستخدم كمصدر للطاقة.
وأوضح الدكتور أشرف عبد العزيز، في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أن زيادة الأجسام الكيتونية هي حالة تعرف باسم فرط كيتون الجسم مما يؤدى إلى انخفاض توتر نوبات الصرع، كما يستخدم هذا النظام للاضطرابات العصبية الأخرى كمرض الزهايمر والتوحد وسرطان الدماغ والصداع، مؤكدًا أنه لا بد من إجراء التحاليل بصفة مستمرة لكي نتفادى حدوث كوارث عند الاستخدام الخاطئ.
وأشار أن الدهون تزيد من أمراض القلب والأوعية الدموية ويزيد من الكولسترول والجلسريدات الثلاثية وكولسترول الليبوبروتينات المنخفضة الكثافة المنخفضة جدا، في حين أنها تعمل على تقليل الكولسترول الصحي (كولسترول الليبوبروتينات عالية الكثافة)، وأن الاستخدام لهذه الدهون بكميات كبيرة من الممكن أن تسبب مشكلات في الكبد يبدأ بحدوث Fatty Liver وتنتهى بتليف الكبد، كما أن لها القدرة في إحداث السكر وارتفاع ضغط الدم، فيجب استهلاك هذه النوعية بكميات محدودة جدا.
وأكد أن للدهون وظائف هامة من بينها إمداد الجسم بالطاقة، وهي أساسية لوظائف وتركيب خلايا جسم الإنسان، وكذلك فهي جزء ضروري لأغشية الخلايا، وإمداد الجسم بالأحماض الدهنية الأساسية التي لا يستطيع الجسم تكوينها وتمد الجسم بأنواع من الأوميجا وغيرها من الوظائف المهمة، لذلك يجب توافر الدهون في غذائنا اليومى، موضحا أن يجب أن تكون الأحماض الدهنية المشبعة لا تزيد عن 7% من إجمالي السعرات التي يتناولها الإنسان، وكذلك الأحماض الدهنية من نوع ترانس Trans Fatty Acid يجب ألا تزيد عن 1% من السعرات الكلية، والأحماض الدهنية أحادية عدم التشبع يتراوح احتياجاتنا ما بين 25 - 35% من السعرات الكلية، ومثلها الأحماض الدهنية عديدة عدم التشبع.
وأوضح أن النظام الغذائي الكيتون المعروف أيضًا باسم "كيتو" يعتبر أحدث الوسائل في خطط إنقاص الوزن، حيث يشمل تقليص الكربوهيدرات إلى 50 جراما في اليوم أو أقل، لمساعدة الجسم على تحقيق حالة من الكيتوزية، ويجبر الجسم على حرق الدهون بدلًا من السكر للحصول على الطاقة.
مادة الأسيتون
وتابع: النظام الغذائي الكيتون له بعض الآثار الجانبية أو المضاعفات فهو عندما يدخل جسمك في الكيتوزية سيبدأ في إنتاج منتجات ثانوية تسمى الكيتونات يتضمن هذا الأسيتون، وهو نفس المادة الكيميائية الموجودة في مزيل طلاء الأظافر، والذي يصنعه جسمك بشكل طبيعي من تلقاء نفسه، يتم طرد أسيتون الكيتون جزئيا عبر الجهاز التنفسي، مما يؤدي إلى رائحة كريهة بالفم الأشخاص الذين يتبعون نظام غذائي الكيتون، وأيضا يكون لفمك طعما معدنيا، مؤكدا أن الأشخاص الذين يتبعون نظام الكيتو دائما في حالة عطش؛ نتيجة ما يخرجه الجسم من ماء، كما يعمل على فقد الوزن بسرعة وخاصة في بداية اتباع نظام الكيتو، وزيادة الكيتونات في الدم نتيجة لانخفاض مستوى السكر في الدم.
الخمول والتعب
واستكمل: أن استمرار اتباع نظام الكيتون يعمل على فقد الشهية، وأن بعض الأشخاص عندما يبدأون الكيتوزية فإنهم يشعرون بالمرض وقد يكون هناك أحيانا قيء، وضيق في الجهاز الهضمي، والكثير من التعب والخمول، مشيرا إلى أنه نحو 25% من الأشخاص الذين يتبعون نظام الكيتون يعانون من هذه الأعراض، وهذا التعب ناتجا من الانتقال من استخدام الكربوهيدرات إلى استخدام الدهون كمصدر للطاقة فيشعر الإنسان بالتعب لبضعة أيام.
المكملات الغذائية كارثة تهدد حياة الشباب
أداء أسوأ
وأوضح أنه وفقا لدراسة حديثة في مجلة الطب الرياضي واللياقة البدنية قد وجد أن المشاركين يكون أداؤهم أسوأ في مهام ركوب الدراجات والجري بعد مرور أربعة أيام من اتباع نظام غذائي الكيتون، مقارنة بأولئك الذين قضوا أربعة أيام في نظام غذائي عالي الكربوهيدرات، ويرجع ذلك إلى أن الجسم في حالة أكثر حمضية عندما يكون في الكيتوزية، مما قد يحد من قدرته على الأداء.
تأثيرات ضارة وتوقف النمو للأطفال
وأكد أنه عندما يستمر النظام الغذائي الكيتون لفترات طويلة من الزمن هناك تأثيرات ضارة أخرى تصبح أكثر وضوحا ولها تأثير أكبر على الأفراد، مثل حصوات الكلى وما يعرف أيضا التهابات الكلى، والذي تعد من أهم المضاعفات الشائعة للذين يتبعون النظام الغذائي الكيتون، مشيرا إلى أنه قد يتأثر الأطفال الذين يتبعون النظام الغذائي الكيتون بتوقف النمو، بسبب انخفاض مستويات عامل النمو الشبيه بالأنسولين، يلعب هذا الهرمون عادة دورا مهما في نمو الأطفال ويتم تقليله نتيجة للنظام الغذائي لهذا السبب، يكون لدى المرضى خطر متزايد لتوقف النمو.
تشنجات الساق
وأيضا تشنجات الساق تعتبر هي أحد الآثار الجانبية المحتملة لنظام غذائي الكيتون، فهذه التشنجات عادة ما تكون مزعجة، مشيرا إلى أنه من أهم الأسباب المحدثة لذلك في نظام غذائي الكيتون هو حالة تسمى نقص صوديوم الدم، والتي تحدث عندما يكون مستوى الصوديوم (الملح) في الدم منخفضًا للغاية.
التوقف يسبب زيادة الجسم
واستطرد إلى أنه عند التوقف عن استخدام نظام الكيتون يزداد وزن الجسم مرة أخرى، وذلك بسبب انقطاع الشخص عن اتباع نظام الكيتو والبدء في تناول الطعام العادي مما يؤدي إلى تراكم الدهون في هذه الخلايا الدهنية مرة أخرى.