رئيس التحرير
عصام كامل

كيف نشرت الجماعة «الزي الإخواني» بين طالبات المدارس؟ قسم الأخوات تولى المهمة منذ أربعينيات القرن الماضي.. ‏أحدث انقساما في ثقافة المجتمع بأغطية الرأس للأطفال.. باحث: الإعلام مطالب بتفكيك الو

شعار الاخوان
شعار الاخوان

تتكشف كل يوم، خطط جماعة الإخوان الإرهابية، لتديين كل مظاهر الحياة في البلاد، كيف تمكنوا من البسطاء، وجعلوهم أسرى لهم، ‏مرورا بجميع الطبقات في المجتمع، من خلال إشاعة أجواء إخوانية في مصر، كبداية لإظهار الفكر الديني المتشدد، وتمكينه سياسيا على المدى الطويل، كما حدث في ثورة ‏‏25 يناير، ولن تتفاجأ حين تعلم أن «قسم الأخوات» كان له الدور الأعظم في تنفيذ هذا المخطط. ‏


لماذا تجددت الصراعات داخل منظومة إعلام الإخوان؟ ‏

الحجاب الشرعي
يمكن القول إن بداية ظهور ما يسمى بالحجاب الإخواني في مصر، وتعميمه بالشكل جعلنا نصل إلى متاهة النقاب حاليا، إلى قسم الأخوات ‏الذي تأسس في بداية الأربعينيات، وأحدث وقتها انقسام حاد في ثقافة المجتمع، بعدما أشاع طرقا مختلفة في غطاء رأس ‏السيدات، وبداية ظهور الزي الإخواني، كان عبارة عن طرحة طويلة، تلف حول الرأس أكثر من مرة بطريقة معينة، بالإضافة إلى ‏‏"البالطو" المعروف والذي كان طوله يصل إلى قرب القدم، مع لبس جورب سميك لتغطية ما قد يظهر من القدم.‏

في هذا الوقت، لم يكن متداولا في الشارع المصري، ما عرف لاحقا باسم الحجاب الشرعي، الذي أخذ أشكالا متعددة، وأصبح ساحة ‏للمزايدة على التدين، بين التيارات الدينية كافة، وكانت الأخوات الثلاث، زينب الشعشاعي، وفاطمة عبد الهادي، وأمينة على، وهن من ‏الرعيل الأول للقسم، يقمن بزيارات مكوكية لفروع الأخوات في المحافظات بهذا الزي، لعمل دعاية له، ونجحت الخطط في إظهاره للعامة بين أعوام 1944- 1945. ‏

حجاب الأطفال
لم يكن معروفا في هذا الوقت، ارتداء البنات في سن صغير للحجاب، وهي ظاهرة كشفت حالة من العوار الفكري والإنساني، في ‏رؤية التيارات الدينية، وعلى رأسهم الإخوان لأجساد البنات الصغار، حيث جرى إلزامهن من بداية الصف الثالث والرابع الابتدائي، بما ‏يسمى بالحجاب الشرعي.

ومع أن الظاهرة في البداية كانت شاذة إلى حد كبير، حسب مذكرات وفاء مشهور، ابنة مصطفى مشهور ‏المرشد الخامس للإخوان، التي ارتدت وحدها دون غيرها بمدرسة سراي القبة عام 1965م الحجاب الإخواني، لدرجة أن مديرة ‏المدرسة وقتها نهرتها، وكادت أن تنزعه من على رأسها عنوة، لردعها عن هذا الفكر، إلا أن المرشد دفع بوالدة الفتاة إلى المدرسة، ‏للإصرار على ارتداء ابنته للحجاب، وأرهبتها بخطاب العنصرية والرغبة في تمكين العري على حساب العفة، لتنجح هذه الفزاعات في غض النظر عنه، ليصبح اليوم ظاهرة في المجتمع المصري، لا تناسب خصوصيته الثقافية، ولا وسطيته واعتداله. ‏

تفكيك الوعي
يرى إبراهيم ربيع، القيادي المنشق عن صفوف الجماعة، ضرورة قيام الإعلام بدور توضيحي، لتفكيك الوعي الزائف بقصة ما يسمى بالحجاب الشرعي، وتصحيح الصورة ‏الذهنية عن تنظيم الإخوان لدى الجماهير، وخاصة في هذه المجالات الشائكة على حد قوله. ‏

وأوضح ربيع، أن الإخوان نشروا هذه الأفكار، لأنهم رغبوا في اختزال تاريخ الأمة بعناصرهم وكيانهم، خاصة أنهم يجيدون ‏استخدام الهالة الإعلامية للتضليل والتشويش، وجعل الدين هو الجنسية والهوية، وبالطبع لن يكون هناك أفضل من الهوية الإخوانية ‏لاتباعها، إذا ما ظلت هذه الأفكار كامنة إلى إشعار آخر. ‏
الجريدة الرسمية