هاني مسهور: غياب الإخوان عن انتفاضات 2019 في البلدان العربية حصنها من خطاب الكراهية
قال هاني مسهور، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن انتفاضات 2019، في لبنان والسودان وغيرهم، غاب عنها الخطاب الديني المشحون بالكراهية.
لماذا تجددت الصراعات داخل منظومة إعلام الإخوان؟
وأوضح أن انتفاضات الشعوب السودانية والجزائرية والعراقية واللبنانية كان لها نهجًا واضحًا، بالالتزام الكامل بالتعبير السلمي عن مطالبها في التغيير السياسي، وهو نهج لا يماثل إطلاقًا موجة ما يسمى بالربيع العربي، التي اعتمدت التصادم المباشر مع الأنظمة السياسية، مما أغرق تلك الموجة الأولى في فوضى لم تنته، ولا يمكن حتى التنبؤ بمدى نهايتها.
وأضاف: نجح الشعب السوداني في تحقيق التغيير، معتمدًا على إرث الدولة الوطنية، وملتزمًا بالمسار السلمي في مطالباته، والأهم أنه تعامل مع الدولة العميقة التي يشكلها تنظيم «الإخوان»، مردفا: لا يمكن القول حاليا باكتمال التغيير في السودان، غير أنه يمكن استشراف أن مستقبل التغيير بات ممكنًا، لوضوح الرؤية المرسومة بالتوافق بين الحراك والجيش الوطني.
وتابع: تمثل التجربة السودانية أهمية بالغة، لأنها تعاملت مع النواة الصلبة للتنظيم الدولي للإخوان، ونجحت في المزاوجة بين الأفكار التي قدمتها قوى الحرية والتغيير، والتدخل من جانب الاتحاد الأفريقي، وأنتج هذه الإفرازات الصحيحة، شكل من أشكال الدولة القادرة على تحقيق الانتقال السياسي.
واختتم: الحالة العربية في عدد من الأقطار، كانت تخضع لمحاصصات، أوجدت هوة عميقة في المجتمعات العربية، هذه الحالة ليست استثناءً في بلد بعينه، فهي متكررة في أكثر من بلد عربي، لعبت فيه الإيديولوجية أدوارها، وعقدت من الحياة الاقتصادية، وصنعت واقعًا اجتماعيًا مترديًا.