رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد بهجت يكتب: ذكريات فيلمي الأول

الكاتب الصحفى أحمد
الكاتب الصحفى أحمد

في مجلة (الجديد) عام 1973 كتب الكاتب الصحفى أحمد بهجت مقالا قال فيه:

أحسست في حفل افتتاح فيلمي الأول (امرأة من القاهرة) الذي عرض بسينما قصر النيل شتاء عام 1973 أني أتحول إلى كوب ينسكب منه المياه.


فكرت وأنا أجلس في ظلام صالة العرض أننى ارتكبت ذنبا ما، وصرخ واحد من جمهور الصالة في الثلث الأخير من الفيلم يقول: عاوزين بوسة.

وتضاءلت في كرسى السينما وتمنيت لو ابتلعتنى الأرض، ثم بدأت قصة الحب السريعة في الفيلم، وبدات القبلات وبدأت الصالة تصفق، وزادت هذه الظاهرة من حيرتي أكثر وأكثر.

فما الذي يدفع إنسان إلى الغبطة والابتهاج لأن مخلوقا يقبل مخلوقا آخر.

إن قصة الفيلم تجرى في جو محكوم فيه على كل شيء بالإحباط، فالعمل والحب والصداقة هذه المشاعر كلها محكوم عليها بالفناء.

قلت لنفسى أيكون هذا الذي يطلب بوسة قد فاته إدراك الجو العام للفيلم.. أم يريد من بطلي الرواية أن يغوصا في جحيم القبل ما دام حبهما محكوم عليه بالفناء.. ولم أعرف إجابة سؤالى.

خرجت من الفيلم مصابا بشبه ذبحة صدرية، والتقيت بمخرج الفيلم محمد عبد العزيز وقلت له وأنا شبه مذبوح: الراجل كان طالب بوسة ليه؟ فقال: راجل بيفهم الموقف محتاج حب.

بدأت فكرة الفيلم ذات ليلة.. كنت أدعو مجموعة من الأصدقاء على كوب شاى في منزلى وكان بيننا أحمد يحيى مساعد المخرج فكتب عن قصة رواية بدأت كتابتها تحكي الرواية قصة امرأة تعيش في القاهرة، ليس في حياتها أحداث مثيرة أو مآسي عنيفة، هي عادية تشبه آلاف السائرات في الطريق.

يعبر حياة المرأة خمسة رجال يحطم كل واحد منهم داخلها شيئا، أحدهم يحطم إحساسها بالحب، والثانى لحساسها بالصداقة، والثالث يجهز على أحلامها في الزواج ثم تحب هذه المرأة في النهاية حبها العظيم، وهى هنا تخب بنصف قلب.. فالنصف الثاني حطمته الحياة.

امرأة لا أمل أمامها، ومن الطبيعى أن يكون حبها النهائى محكوم عليه بالفناء.

الفيلم قصتى وأنا كاتب السيناريو والحوار وبطولة ماجدة الخطيب، محمود يس، صلاح قابيل، توفيق الدقن وحمدى أحمد.
الجريدة الرسمية