21 صورة ترصد محتويات اكتشاف سقارة الأثري
أعلن الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، اليوم السبت، في مؤتمر صحفي عالمي، حضره أكثر من ٤٠ سفيرا لدول عربية وأجنبية في مصر وعائلاتهم ولفيف من الشخصيات العامة وأعضاء مجلس النواب إضافة إلى عدد ضخم من الصحف ووكالات الأنباء والتليفزيونات المحلية والعالمية، عن كشف أثري جديد بمنطقة سقارة الأثرية والتي قامت به بعثة أثرية مصرية برئاسة الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أثناء أعمالها بجبانة الحيوانات بجوار المكان الذي تم الكشف به من قبل خلال العام الماضي عن مقابر لكبار رجال الدولة إضافة إلى جبانة للقطط والحيوانات والطيور المقدسة ومذلك الكشف الكبير لمقبرة " واح تي" الجميلة التي اشاد به العالم اجمع.
وقال وزير الآثار: إنه ليس بصدد الإعلان عن كشف أثري جديد وإنما الإعلان عن متحف كامل؛ كما أن له الشرف للوقف ثلاث مرات في هذا المكان للإعلان عن كشف أثري جديد؛ حيث يضم كشف اليوم مجموعة ضخمة من 75 تمثالا من القطط المختلفة الأحجام والأشكال مصنوعة من الخشب والبرونز و25 صندوقا خشبيا بأغطية مزينة بكتابات هيروغليفية بداخلها مومياوات لقطط، وتماثيل من الخشب لحيوانات مختلفة منها النمس والعجل أبيس وتماسيح صغيرة الحجم بها بقايا تماسيح محنطة وللإله أنوبيس، ومومياتين لحيوان النمس، بالإضافة إلى العثور على جعران كبير الحجم مصنوع من الحجر، وجعارين أخرى صغيرة مصنوعة من الخشب والحجر الرملي عليها مناظر آلهة وتمثال من الخشب مميز الشكل لطائر أبو منجل ومجموعة أخرى من تماثيل لآلهة مصرية قديمة منها 73 تمثال من البرونز للإله أوزير و6 تماثيل خشبية للإله بتاح سوكر و11 تمثالا للآلهة سخمت مصنوعة من الفيانس والخشب وكذلك تمثال جميل من الخشب للآلهة نيت.
وأضاف خالد العناني، أن البعثة عثرت أيضا على تابوتين صغيرين من الحجر الجيري للقطة باستت ووكذلك لوحة حجرية عليها الاسم الحورى للملك بسماتيك الأول من الأسرة ٢٦ وصندوق خشبي صغير عليه بقايا قناع مذهب وتمثالين من الخشب لسيدتين كل منهما برأس الكوبرا بالإضافة إلى العديد من تماثيل الكوبرا وإفريز من الخشب يمثل حيات الكوبرا وتمائم ورأس طائر أبو منجل، وناووس من الخشب الملون بغطاء مزين بتمثال صغير للصقر سوبد و3 تماثيل للصقر حورس ومجموعة من التمائم مختلفة الأشكال والأحجام بعضها عثر عليه داخل لفائف من الكتان وتماثيل أوشابتى من الفيانس ومجموعة من البطاقات من ورق البردي عليها رسومات للآلهة تاورت والعديد من الأقنعة الخشبية والطينية الملونة وعمود الجد، ومسند راس خشبي.
وتابع وزير الآثار: "تم الكشف عن عدد من المومياوات الكبيرة نتوقف عند ٥ منهم يرجح انها تخص شبل، يرجع للقرن السابع قبل الميلاد عصر النهضة الأسرة ٢٦. وبالقرب من هذه المنطقة اكتشف عالم الآثار "الآن زيفي " هيكل عظمي لأسد".
وأشار إلى أن هذا الكشف ليس الأخير هذا العالم، وإنما هناك كشف آخر سيتم الإعلان عنه في شهر ديسمبر القادم، كما سيتم الانتهاء من ٣ مشاريع مهمة تشمل قصر البارون والمعبد اليهودي ومتحف الغردقة.
وأوضح الدكتور مصطفى وزيري أن أهم ما يميز كشف اليوم هو العثور على خمسة مومياوات لقطط ضخمة والتي رجحت الدراسات الأولية أن تكون لأشبال أسود صغيرة حيث أن نتائج الأشعة السينية والدراسات العلمية المبدئية التي اجريت على اثنين منهما على يد الدكتورة سليمة اكرام والدكتور ريتشارد ريج المتخصصين في مومياوات الحيوانات، اثبتت بنسبة 95 ٪ انهما مومياتين لأشبال أسود صغيرة تبلغ من العمر نحو ثمانية اشهر، وذلك طبقا لأشكال وأطوال واحجام العظام الخاصة بهما، مؤكدا أن مزيدًا من الدراسات سيتم تنفيذها خلال الأسابيع القادمة للتأكد بنسبة 100٪ من النتائج المبدئية كما ستمتد الدراسات لتشمل باقي المومياوات للتأكد من جنسها وما إذا كانت تخص قطط ضخمة أو قطط برية أو أشبال أسود صغيرة.
وأكد وزيري أنه إذا اثبتت الدراسات أن هذه المومياوات تخص أشبال أسود صغيرة ستكون هذه هي المرة الأولى التي يتم العثور فيها على مومياوات لأشبال أسود حيث تم من قبل اكتشاف هياكل عظمية فقط لأسود.
وأعرب محمد أبو العينين رئيس ومؤسس كليوباترا جروب الراعي للمؤتمر الصحفي للكشف عن سعادته لرعاية مجموعة كليوباترا لهذا الإعلان الهام لدعم ما يتحقق في مصر من إنجازات في شتي المجالات، وكذلك لما تمثله الآثار المصرية من أهمية بالغة إنسانيا وثقافيا واقتصاديا، وما يشهده القطاع من طفرة كبيرة على يد الدكتور خالد العناني وزير الآثار الذي يتعامل مع الآثار المصرية كمشروع قومي عالمي حضاري، ويقدم مصر بتاريخها وحضارتها القديمة للعالم بفكر تكنولوجي وعصري محترف، ظهر واضحا عندما أبهرت كنوز الفرعون توت عنخ آمون عواصم العالم من لوس أنجلوس إلى باريس ثم لندن ليخطف قلوب ملايين الزائرين.
وأضاف إن أنظار العالم تتجه للآثار المصرية بعد ما شهدته مصر من اكتشافات أثرية عظيمة أبهرت العالم كان آخرها الكنز الأثري لخبيئة العساسيف بالأقصر، إلى جانب قرب افتتاح المتحف المصري الكبير أعظم متحف في تاريخ البشرية، ومتحفي شرم الشيخ والغردقة، مؤكدا على أن مصر ستبدأ عام 2020 عصرًا جديدًا في السياحة وستصبح أكثر دول العالم جذبًا للسائحين خاصة مع عودة الطيران البريطاني فشعوب العالم عاشقة للتاريخ المصري وشغوفة بالآثار المصرية القديمة وما تركته للإنسانية من حضارة عريقة.فالآثار المصرية خير سفيرًا لنا في العالم ورسالة تدعو للمحبة والتآخي ونشر السلام بين الشعوب، بأن المصري عاش هنا «بنا وشيد» ونشر الإنسانية، حضارة عريقة حققت المعجزات ومازالت بآثارها الخالدة تبهر العالم كل يوم باكتشافات جديدة وأسرار تتكشف لأعرق حضارة عرفتها البشرية، تاريخًا عظيمًا سيظل باقيًا أبد الدهر بما حققوه أجدادنا من تقدم في كافة النواحي العلمية والإنسانية.