أمير السكري يكتب: ميزان الحب
فتحت عقولنا قديما على صورة للحب تجسد أعظم أنواع الإخلاص والوفاء والنقاء والحب من أجل الحب، وهذا قد اتضح في دراما وسينما الزمن القديم بشكل كبير جدا، ولكن كتاب هذه الأفلام لم يأخذوا في اعتبارهم واقع ومعنى الحب بعيدا عن السينما فالتجارب الواقعية للحب لم تظهر في غالبها نمط تلك العلاقه السينمائية الخيالية عميقة المعانى ولم تظهر فيها صورة النقاء والبعد عن التزييف.
الواقع الآن محاصر بالمشكلات الاجتماعيه والاقتصاديه وعباده التقاليد والتي انعكست بالسلب على صوره الحب الصافى الذي رأيناه في السينما نهيكم عن عن عامل خطير واساسى في الموضوع وهو جهل غالبية الشباب أولاد وبنات بمعنى كلمة حب وأيضا مراحل وترتيب الوصول له فالحب لا علاقة له بالمنطق الشهوانى أو الانجذاب الطبيعى بين الولد والبنت والإعجاب الشكلى أو الروحى ولكن هذه الأشياء تعد فقط من المحفزات لاكتمال المنتج النهائى وهو الحب.
كذلك عملية تلاقى الأرواح والإعجاب المتبادل في البداية ليست معيارا أساسيا للحب فالبديهى والأساسى في ذلك الأمر هو مجموعة من المواقف والتجارب التي هي بمثابة الشاهد الحقيقى على وجود الحب من عدمه ومن دون هذه المواقف فالأمر لايتعدى كونه فترة مراهقه فاليوم نرى مكالمات هاتفية بين الشاب والفتاة حتى الصباح الباكر وفتاه تدعى أنها لا تنام إلا على صوت ما يسمى بحبيبها ! وكذلك الأمر بالنسبة للشاب أيضا! وأخرى عندما تتم خطبتها لشخص لا تعرفه مسبقا نجدها في غضون مدة قصيرة تكتب جمل على صفحتها الشخصية تدغدغ مشاعر من يقرأها.
نجد أن هذا الشخص أصبح حب عمرها في لحظة وابن قلبها وكذلك العكس فإن هذا الشخص يعتبرها حب عمره، وبنت قلبه وعقله وكليته ! فمتى حدث هذا الحب الجارف منقطع النظير ؟! وما هى مراحل الوصول إليه وما يحدث في هذا النوع من العلاقات المتبخرة في الغالب أن الشاب والفتاة أما أنهم لا يعرفون معنى كلمه الحب من الأساس أو أن لديهم حالة من الخلط في الأمور بين الاعجاب والحب أو أنهم يريدون لبس قناع المحبين وإشباع حاجاتهم للحب دون أساس أو عقلانية أو صدق ونجد في الغالب كنتيجة لذلك علاقات هشة تتبخر عن اصطدامها بإحدى المواقف التي فرضتها تغير الظروف والأحوال الاجتماعية.
فالمواقف هي ما تثبت صدق نظرية الحب وإذا تمت المقارنة بين الحب قبل وبعد الزواج فسترجح كفه الحب بعد الزواج فهذا هو الحب الأعمق والصادق منطقيا بنسبة كبيرة والذي عززه تبدل الأحوال والظروف بشكل عام أما الحب قبل الزواج فيدخل فيه تكوينه عوامل كثيرة منها شهوات طبيعية وانجذاب بديهى بين الشاب والفتاة وكذلك عدم فهم البعض لمعنى الحب من الأساس ووضع مسببات غير أساسية له أو مغلوطة كمثل الذي تشترط أن يقوم خطيبها بشراء شىء معين لها تطلبه منه أو ينفذ لها طلبا ما وتضع ذلك معيارا أساسيا للحب.. وانظروا إلى كم فركشات الخطوبة الحادث الآن وكذلك ساحات المحاكم التي تعج بالقضايا والمشكلات الزوجيه فالأمر فاق كل الحدود ويحتاج إلى دراسة عاجلة فهناك علاقات إنسانية سريعة الذوبان تخلف ضحايا في الطريق
ومن هنا أرجو عدم الانخداع بقصص الحب في ازمنه قديمه عرفت النقاء والصدق في غالبيه نواحى ومفردات المجتمع ليس في الحب والزواج فقط.
فالأمر كله إما حب أو حالة أو ما بين عاطفة صادقه جلبتها المواقف واخرى جلبتها جوارح المراهقين ومحاولاتهم لتقلد ادوار المحبين الحقيقيين زورآ وبهتانآ فعليكم تحديد الأمر بعنايه وكذلك موقع تلك العلاقه من الاعراب توفيرآ للوقت والجهد والرسائل الالكترونية والمكالمات الحميمية!