الكلاب الضالة تتحالف مع إهمال المحليات
تداولت صحافتنا الموقرة في العاشر من نوفمبر الجاري، خبرا مفاده أن «كلبا ضالا يعقر أربعة أشخاص بينهم طفل في كفر الشيخ»، ويتشابه هذا الخبر مع آخر مماثل نشر في 24 أغسطس الماضي بعنوان «إصابة 4 أطفال عقرهم كلب ضال بالمحلة»، وفي 22 سبتمبر الماضي نشر تقرير صحفي بعنوان «كلب ضال يصيب 8 أشخاص بجروح في قنا»، وفي الثامن من مارس الماضي نُشِرَ خبر مفاده، أن «كلبا ضالا عقر طفلا في إحدى قرى الوادي الجديد وتم نقله للمستشفى».
تلك كانت عينة من «أخبار الكلاب الضالة»، ولست بصدد إجراء حصر، ليس من اختصاصي، ولا أعرف بالمناسبة من هي الجهة المنوط بها حصر أعداد الكلاب الضالة في نطاق الأحياء والقرى والمدن، وسؤالي الآن لحكومتنا الموقرة، «ماذا تفعل المحليات في بلادنا؟».. إنني حينما أشاهد-وقلما أشاهد- رئيس حي يتابع ميدانيا بنفسه نقاط الضعف، أحاول أتمالك نفسي وأقاوم رغبة حقيقة في الهتاف باسمه مرددا «عاش».
ولا أدري أي كارثة سننتظرها لنتحرك، بعد أن أصبح « ضحايا الكلاب» خبرا مكررا بشكل شبه أسبوعي أو شهري، ليس لأن الزملاء الصحفيين يكررون أخبارهم وحاشاهم أن يفعلوا ذلك، ولكن لأن المسؤولين يكررون إهمالهم، والحال لا يقتصر فقط على الأقاليم، بل حتى في إقليم القاهرة الكبرى بمحافظاته الثلاث..
لقد شكت لي مواطنة ابتلاها الله بالسكن بمنطقة أرض اللواء، شمال محور أكتوبر بالجيزة، رعبها من الكلاب الضالة التي اتخذت من قمامة الشوارع مرتعا، بينما يمر الأطفال ذهابا إلى مدارسهم أمامها في الصباح الباكر، وكانت المصيبة الأشد كارثية، أنني مررت يوما بشارع عماد الدين وسط القاهرة العاصمة الساهرة، وكانت الساعة السادسة صباحا لتكون المفاجأة المريبة بالنسبة لي، وهي ظهور كلاب ضالة ترتع بجوار صناديق القمامة، وسألت نفسي حينها ماذا لو كان هدف الكلاب هذه المرة سائحا، دفعه حظه العثر للمرور بجواز الكلاب..
أرجو ألا يفهم صناع القرار أن تلك الكلمات قدح في أدائهم، بقدر ما أريدها لهم صرخة لضمائرهم، ليتحركوا قبل أن تعقرنا الكلاب.