الحاجة جاذبية صدقي في ضيافة السيدة سكينة

في سلسلة مقالات كتبتها الكاتبة جاذبية صدقى حول مساجد آل بيت النبى ونشرتها في مجلة روز اليوسف عام 1968 تحت عنوان "حكايات الحاجة جاذبية صدقى" عن السيدة سكينة كتبت تقول:

أبوها هو الحسين بن على رضى الله عنهما وهو ابن السيدة فاطمة الزهراء صغرى بنات الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.

واسم سكينة هو تصغير لكلمة سكن وهو مشتق من الآية الكريمة (خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها، واسم سكينة هو لقب لها أما اسمها الحقيقى الذي سميت به هو آمنة أو أميمة وهى تصغير لكلمة أم.

كانت السيدة سكينة لبقة فطنة شديدة الذكاء، ويروى عنها انها ذهبت يوما إلى مأتم فالتقت بابنة سيدنا عثمان ابن عفان رضى الله عنه التي ظلت تتفاخر بنفسها وتقول أنا ابنة الشهيد، فسكتت سكينة وكان الأذان يجلجل "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله" فالتفتت سكينة إلى ابنة عثمان وسألتها: هل هذا أبى أم أبوك (تقصد محمد صلى الله عليه وسلم) فخجلت المرأة وسكتت.

ولما تزوجت سكينة انجبت طفلة اسمتها "رباب" وكانت تلبسها عقد من اللؤلؤ، ولشدة جمالها كانت سكينة تقول: والله ما ألبستها هذا العقد إلا لتفضحه.

تزوجت مصعب بن الزبير الذي كان له زوجة أخرى وكانت تقول لها زوجته: أنا أجمل منك، فعارضتها سكينة وقالت: بل أنا الأجمل والأصغر.. فاختصما إلى شيخ فقال لهما: أنت يا سكينة أملح منها لكنها هي أجمل منك.

فضحكت سكينة وقالت: والله لقد حكمت لصالحى، وذلك لأنها رأت أن ملاحة القلب والروح أفضل من جمال زائل.

كانت سكينة أديبة عالمة وشاعرة، وكان لها طريقة في الشعر سميت بالطريقة السكينية، وكانت تقيم في بيتها ندوة للشعر يتوافد عليها الشعراء وتجلس هي وراء حجاب يسمعونها بشعرهم وتناقشهم فيه، والقصيدة التي تعجبها تعطى صاحبها بعض المال، وإذا لم تجد المال نزعت خاتمها من معصمها وأعطته إياه.

من ضيوف مجلسها كان جرير والفرزدق وهم من أشهر شعراء بنى أُمية، وكانت مسموعة الكلمة عند خلفاء بنى أُمية، بل إن الجميع يجلونها.

توفيت السيدة سكينة عام 117 هـ ولا يعرف مكان دفنها وما يسمى بمسجد السيدة سكينة في القلعة هو مسجد كانت تعمل له حضرة كل ليلة خميس ومولد كل سنة واستطاعت سكينة أن تحيا بروحها وشخصيتها في مصر خالدة متوهجة.