الصور الأولى لمحتويات الكشف الأثري الجديد بسقارة.. وتجهيزات الإعلان عنه
حصلت "فيتو" على الصور الأولى لتجهيزات المؤتمر الصحفي للإعلان عن كشف أثري جديد بموقع حفائر البوباسطيون بجبانة سقارة، يوم السبت المقبل، والتي ظهر خلالها بعض القطط المحنطة بأحجام متفاوتة وبعض الفتارين التي يعرض بداخلها بعض اللقى الأثرية الخاصة بالكشف.
واكتشفت البعثة الأثرية المصرية العاملة بجبانة سقارة، مقبرة بدون نقوش على جدرانها، وبداخلها مجموعة كبيرة من اللقى الأثرية المتنوعة، والتي تشمل عددا كبيرا من القطط المحنطة، بعضها كبير الحجم، والتي تم نقلها إلى مخزن آثار سقارة، كما هو متبع في مثل هذه الاكتشافات، ومن ضمن المكتشفات حيوان ضخم غريب، من المرجح أن يكون قطة "ضخمة" أو أسدا أو أنثى أسد، وهذا ما سيتم الإعلان عنه بعد دراسته.
وأكدت مصادر مطلعة بوزارة الآثار لـ "فيتو"، أن المقبرة تحتوي على عدد كبير من الصناديق الخشبية والتوابيت المنقوشة، ومن المرجح أن تعود للعصر المتأخر، موضحة أن هذه المقبرة كانت تستخدم كجبانة لحفظ الحيوانات المقدسة عند قدماء المصريين.
وأشارت المصادر إلى أن هذا الكشف يوضح الوضع المقدس للحيوانات خلال العصور القديمة، مؤكدة أن الوزارة ستتوسع في هذا الاكتشاف بعد إجراء عمليات المسح الراداري لتلك المنطقة، ومن المقرر أن تعلن وزارة الآثار عن تفاصيل هذا الاكتشاف يوم السبت المقبل.
ويذكر أن باستيت، إحدى آلهة قدماء المصريين، عبدت على هيئة القطة الوديعة، أدمجت مع المعبودة سخمت في الدولة الحديثة، حيث تمثل سخمت في هيئة اللبؤة المفترسة، فعندما تغضب باستيت تصبح سخمت، وتنتقم من الأعداء ومن هو ذو خلق رديء.
وكانت مدينة بوباستيس (تل بسطة) مركز عبادتها، وترمز القطة إلى المعبودة باستت، ابنة معبود الشمس رع، التي كانت تصورها الرسومات على شكل امرأة لها رأس قطة، لذا تُعد "باستيت" معبودة الحنان والوداعة، وارتبطت بالمرأة ارتباطًا وثيقًا.
واستأنس المصري القديم القطة لملاحظته أنها كانت تصطاد الفئران التي تدخل صوامع الغلال تأكل منها وتفسدها، كما قام المصري القديم بتربيتها في البيوت، وعند موتها كان يحنطها مثلما يحنط موتاه، وعثر في مصر على أحد المقابر الكبيرة تحتوي على نحو مليون من القطط المحنطة، بشكل بالغ الدقة والإحكام ينم على احترام كبير لها.
وذكرت المعبودة باستيت في نصوص الأهرامات منذ عهد الأسرة القديمة ومثلت في هيئة "لبؤة" أنثى الأسد، وكانت اللبؤة مقدسة أيضا لدى قدماء المصريين وأسموها سخمت، لذلك يختلط على الباحثين قراءة النصوص المصرية القديمة، هل هي باستيت أم سخمت، وفي بعض النصوص يظهر اسم باستيت مصحوبا بالرمز التصويري لها كقطة البيت جالسة.
وكانت تمثل كمعبود الخصوبة في هيئة القطة أو في هيئة امرأة رأسها رأس قط أو رأس اللبؤة، وكانت تمثل الخصوبة والحب والحنان وحامية المرأة الحامل.
وكانت تمثل أيضا الفرح والرقص والموسيقى والأعياد، كما كان لها أيضا صفات غير الوداعة مثل الغضب والافتراس، ومع التطور التاريخي فقد اقترنت في العصور المتأخرة بالمعبودة سخمت المفترسة، وهي اللبؤة، التي تمثل الناحية المفترسة لباستيت عندما تغضب.
وسادت عبادة باستيت في مدينة "بوباستيس" (بالوجه البحري) وكانت تعدّ أمًّا للمعبود الأسد ماحس، كما اعتبرت في هليوبوليس كابنة لـ أتوم، وطبقا لنصوص أخرى تعدّ ابنة لـلمعبودة "نفرتم "، كما أنها مذكورة في بعض النصوص على أنها أم أنوبيس.
اعتبرت باستيت في عهد المملكة المصرية القديمة بالمعبودة حتحور (هاتور)، وكانت تعدّ في ممفيس المعبودة سخمت، وفي عهد الأسرة الوسطى كانت تمثل بالآلهة موت.
أماكن عبادتها
بدأت عبادة باستيت في عهد المملكة المصرية القديمة في ممفيس، ثم انتشرت عبادتها في جميع أنحاء مصر، وازداد تقديسها أيضا في العهد الإغريقي والروماني، وكان تحنيط جثث القطط منتشرا على وجه كبير.