رئيس التحرير
عصام كامل

تعرف على مساعي روسيا لحل الأزمة الاقتصادية والسياسية في لبنان

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

ترددت الأقاويل في الفترة الأخيرة عن مساعي روسيا للدخول على خط حل الأزمة السياسية والاقتصادية في لبنان، وذلك على غرار الزيارة التي قام بها الموفد الفرنسي إلى بيروت مؤخرًا لحث اللبنانيين على التخلص من الأزمة السياسية والاقتصادية التي يمرون بها.


رسالة الحريري

ومن المقرر أن يلتقي في موسكو، اليوم الخميس، مستشار رئيس الحكومة السابق للشئون الروسية جورج شعبان، المسئول في الخارجية الروسية ميخائيل بوجدانوف، للتباحث في الوضع اللبناني، ونقل رسالة من سعد الحريري إلى القيادة الروسية.

استقرار دولي

وفي السياق الدبلوماسي، نقل عن مصدر أنه لا مصلحة لأحد في عدم استقرار لبنان، لا محليًا ولا دوليًا، وتحدث عن عقد اجتماع دولي حول لبنان قد يحصل خلال أسابيع، ولكنه لن يكون مرتبطًا بتشكيل حكومة.

الدور الروسي
أما عن الدور الروسي في لبنان، بعدما دخلت روسيا لاعبًا مهمًا بسياسات المنطقة، يؤكد الوزير والنائب السابق بشارة مرهج، أن روسيا تسعى للتفاهم مع الولايات المتحدة الأمريكية، ويبدو أن هناك اتصالات وثيقة بين الطرفين قد تكون لها انعكاسات مهمة على صعيد المنطقة، وهذا يتطلب تواصلًا عربيًا حقيقيًا، وإنتاج تفاهمات جديدة تؤمن الحقوق العربية تجاه الغير، وهذه فرصة لأن يكون العرب أقوياء وموحدين من أجل التواصل مع العلاقات الدولية الحالية، بينما إذا استمر العرب على خلافاتهم وانقساماتهم فسيكون الجميع في موقع ضعيف تجاه التطورات المرتقبة.

حرب باردة
مع تضارب المصالح بين روسيا وأمريكا في المنطقة، هناك احتمالية أن تشهد المرحلة المقبلة استقطابًا لما كان أيام الحرب الباردة بين المحور الشرقي بقيادة الاتحاد السوفياتي وبين المحور الغربي بقيادة أمريكا، ولكن المساعي الروسية تعمل على تجنب هذا المنزلق الخطير، لأن روسيا ليست لديها الإمكانيات الكافية للدخول في سباق التسلح، كما حصل خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي رونالد ريجان، والرئيس الروسي ميخائيل جورباتشيف والأمريكيون بسبب الأزمات الاقتصادية والمالية الناشئة بمعظمها بسبب الحرب على العراق.

وتابع: "لسنا على استعداد في دخول حرب مما يرتب أعباء كبيرة على الاقتصاد، لذلك، هناك اتصالات حثيثة بين موسكو وواشنطن يجب أخذها في الاعتبار، وليس من الضروري أن يكون الوضع بالحدة التي كان عليها في الماضي أيام الحرب الباردة، ولكن يجب أن نأخذ احتياطاتنا كاملة لهذا الأمر إذا جرى.

الوجود المسيحي
روسيا تسعى في الشرق الأوسط إلى الحفاظ على الوجود المسيحي فيه، وخصوصًا في لبنان؛ لذلك تسعى إلى مد الجسور مع أمريكا، وهو ما أكده مرهج، مشيرًا إلى أن الضمان للوجود المسيحي أو أي مكون من مكونات لبنان يبقى في وحدة اللبنانيين، وليس من خلال أي أمر خارجي، ومن ثم في الاحتضان العربي، ومن ثم في التفاهم الدولي.

وأضاف مهرج: "نرحب بكل مساعدة وموقف إيجابي تجاه لبنان، خصوصًا في هذه الفترة التي يشهد فيها لبنان تظاهرات ووضعًا اقتصاديًا صعبًا، والمساعدة تكون للكل، وليس تجاه المسيحيين فقط في لبنان، وليس من مصلحة اللبنانيين أن يظهروا ويقيموا علاقات مع الغير من مواقع طائفية أو مذهبية، لأن وحدة لبنان وضمان مكوناته يبقى من خلال وحدة جميع طوائفه ومذاهبه والعمل كلبنانيين من أجل مصلحة لبنان ككل وليس من أجل مصلحة طائفة أو مذهب على حساب طائفة أو مذهب آخر.
الجريدة الرسمية