محتجون يردون على مناشدة رجل الجزائر القوى حول الانتخابات
فيما خرج مئات الجزائريين مجددا الأربعاء في مسيرة رافضة لإجراء انتخابات في ظل وجود "الحرس القديم"، وجّه الرجل القوى في الجيش الجزائري الجنرال أحمد قايد صالح نداءً إلى أبناء الجزائر "المخلصين" لأداء "الواجب تجاه الوطن".
خرج مئات الجزائريين في مسيرة في العاصمة الجزائر في وقت متأخر من مساء الأربعاء. وردد المحتجون خلال مسيرتهم في شوارع الجزائر الرئيسية هتاف "لا انتخابات.. لا انتخابات"، بينما تدخلت قوات الأمن لتفريقهم.
وتشكلت الحركة الاحتجاجية في فبراير مع استعداد الرئيس المخضرم عبد العزيز بوتفليقة للترشح لفترة أخرى في انتخابات كان من المقرر إجراؤها في يوليو. وتنحى بوتفليقة في أبريل مع سحب الجيش دعمه وبدء السلطات في اعتقال رجاله ومسؤولين كبار آخرين ورجال أعمال في اتهامات فساد. ثم أُرجئت انتخابات يوليو، مما تسبب في أزمة دستورية مع استمرار الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح في السلطة.
ويرفض المتظاهرون أي انتخابات تجرى في ظل وجود الحرس القديم من النخبة الحاكمة، قائلين إن العملية الانتخابية لن تكون نزيهة. والرجال الخمسة الذين يتنافسون في الانتخابات مسئولون سابقون بارزون، ولكن بعضهم أبدى معارضته لبوتفليقة في مرحلة لاحقه أو نافسه في انتخابات سابقة.
وقضت محكمة يوم الثلاثاء بسجن أربعة محتجين 18 شهرا بعدما أدينوا بتهمة تعطيل حدث انتخابي يوم الأحد. وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش الأسبوع الماضي إن اعتقال عشرات المتظاهرين في الشهور الأخيرة يهدف فيما يبدو لتقويض الحركة الاحتجاجية.
من جانبه وجّه رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح نداءً إلى أبناء الجزائر "المخلصين" لأداء "الواجب تجاه الوطن" في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 12 ديسمبر. وقال قايد صالح "الجزائر القادرة على فرز من يقودها في المرحلة المقبلة، تنادي أبناءها المخلصين، في هذه الظروف الخاصة".
ومنذ استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في أبريل، أصبح قايد صالح الرجل القوى في الدولة في حين لا يظهر الرئيس الانتقالي عبد القادر بن صالح إلا نادرًا.
وتابع قايد صالح: "أؤكد هنا على عبارة المخلصين، وهم كثيرون جدًا عبر كافة أرجاء التراب الوطني"، في ما يبدو أنه يضعهم في مواجهة الجزائريين الذين يعارضون الانتخابات بشدة.
وأشار إلى أن الجزائر "هي في حاجة ماسة إلى مثل هؤلاء الأبناء، فالإخلاص هو السمة المؤكدة الدالة على قوة ارتباط المواطن بوطنه".
وينظر الجيش وقائده الفريق أحمد قايد صالح إلى الانتخابات باعتبارها السبيل الوحيد لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها وتهدئة الاحتجاجات.
ع.ج.م/ م.س (رويترز، أ ف ب)
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل