في يومهم العالمي.. حكاية 4 أطفال لقنوا العالم دروسًا في السياسة العالمية (صور)
يصادف اليوم، 20 نوفمبر، وهو اليوم العالمي للطفل، الذي يتم تخصيصه منذ عام 1954 من قبل الأمم المتحدة، للتوعية بحقوق الأطفال حول العالم، والبحث عن وسائل لتحسين ظروف حياتهم ومعيشتهم وتسليط الضوء على ما يقومون به، وتقديم ما يعجز عنه البالغون من أفعال تُنمي الحس والضمير العالمي لضرورة التغيير بما يفيد الإنسانية جميعًا رغم صغر سنهم.
ومن بين هؤلاء الأطفال الذين ألهموا العالم، وسطروا أمجادًا وساهموا في نشر قيم، كان العالم يفتقدها:
جريتا ثونبرج
جريتا ثونبرج.. الفتاة الصغيرة التي ألهمت العالم منذ أن كانت في الخامسة من عمرها، وتحولت، بين ليلة وضحاها، إلى زعيمة تدافع عن جيلها خشية تعرضها لمستقبل قاتم، بسبب تحكم الرأسمالية المتوحشة في المناخ، الأمر الذي دفعها إلى انتقاد قادة العالم ووصفهم بالأطفال، معلنة دخولها في إضراب دراسي بهدف سماع صوتها، تحرك معها أبناء جيلها في مدن وعواصم عدة حتى باتت أيقونة لزعيمة عالمية جديدة يعرفها الجميع.
«جريتا ثونبرج»، ناشطة مناخية سويدية، من مواليد يناير 2003، تبلغ من العمر16 عامًا، ابنة الفنان السويدي سافنتي ثونبرج والمغنية الأوبرالية مالينا إرنيمان، ذاع صيتها في الأشهر الأخيرة، بعد أن قادت مظاهرة فردية ضد قادة العالم، اعتراضًا على أزمة المناخ والمطالبة بتغيير السياسة العالمية، كما أنها شاركت في اجتماعات للمناخ مع أشهر قادة العالم كالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتم ترشيحها لجائزة نوبل، وغيرها من الجوائز الأخرى.
ملالا يوسفزاي
خاطرت الطفلة الباكستانية بحياتها للدفاع عن حق الفتاة في التعليم، خصوصًا مع الصعوبات التي كانت تلاقيها فتيات مقاطعة (خيبر بختونخوا) التي فرضت عليها حركة طالبان حظرا للمدارس، وذاع صيتها في العالم في عامها الثاني عشر، حيث أسهمت في تصوير الأوضاع المأساوية لمقاطعتها في ظل سيطرة طالبان للصحف العالمية، وفي عام 2012، حاول مسلح اغتيالها خلال استقلالها حافلة المدرسة، لكنها نجت.. تلك الحادثة أكسبتها دعما محليا ودوليا.
وحصلت ملالا، على العديد من الجوائز الدولية، مثل جائزة سخاروف لحرية الفكر عام 2013، والجنسية الكندية الفخرية من الحكومة الكندية عام 2014، وكذلك شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة كلية الملك في هاليفاكس، وجائزة نوبل للسلام في العام نفسه.
إيلان الكردي
وعلى الرغم من أن المثال التالي لم يتجاوز عامه الثالت، إلا أنه أثَّر في العالم، تحديدًا في أزمة معاناة المهاجرين، وخاصة بعد وفاته بصورة أوجعت قلوب الملايين، ففي 2 سبتمبر 2015، استيقظ العالم على حادثة أيقظت ضميره تجاه ضحايا الحروب والنزاعات بالعالم؛ حيث جرفت أمواج البحر العاتية جسد طفل سوري غريق تجاه سواحل تركيا، كان برفقة والديه وأخيه في قارب من قوارب الهجرة من الحروب تجاه بلدان أوروبا، لكن البحر أبى أن يوصله سالما لتشتد الأمواج وينقلب القارب.. وتنتشر صورة الطفل البريء غارقا في الماء؛ لتفتح أغلب أبواب أوروبا المغلقة أمام المهاجرين، لتقرر ألمانيا استقبال قرابة 800 ألف مهاجر، ثم تتبعها بريطانيا وأمريكا وغيرهما.
بانا العابد
ناشدت الطفلة السورية بانا العابد، العالم بصفة شبه يومية في رسائلها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، بضرورة وقف الحرب والإسهام في الدفاع عن الطفولة الضائعة جراء الحروب المستعرة، كما وثقت الطفلة، التي كانت تعيش في مدينة حلب، المشاهد المأساوية التي رأتها، والأطفال في سنها جراء قصف المدافع والصواريخ مدينتها في كتاب "عزيزي العالم".
وكانت رسالة الطفلة، ذات الأعوام الثمانية، بمناسبة اليوم العالمي للطفولة: "أقول لقادة العالم أنهوا كل الحروب الآن.. دعوا الأطفال يكبرون مع التعليم وليس مع العنف"، جذبت رسائل بانا الكثير من الدعم العالمي، من بينهم الكاتبة الروائية جي. كي. رولينج، مؤلفة سلسلة "هاري بوتر" الشهيرة، ما دفع البعض لاعتبارها بمثابة سفيرة للطفولة بالعالم.