رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ارفعوا أياديكم عن انتفاضة لبنان!


أن يوجه السيد "حسن نصرالله" الأمين العام لـ"حزب الله" اللبنانى سهامه إلى جموع المواطنين الذين شاركوا بالملايين في الانتفاضة هو أمر لا يستعصى على الفهم، الرجل يستشعر أن سيطرة حزبه على القرار في لبنان معرضة للزوال، وأنه يتعرض للهجوم من الشارع اللبنانى الذي كان يقدر مواقف الحزب المقاومة ضد إسرائيل، ولكنه يرفض بنفس القدر أن يختطف "نصرالله" لصالح إيران، التي لم يخف أن ولاء حزبه وتمويله يأتى عن طريق الملالى في إيران.


غضب إيران وممثلها في لبنان، أمر مفهوم، أما ما يستعصى على الفهم حقيقة فهو تعرض الانتفاضة للهجوم غير المبرر من "الميديا" المصرية. بعض تلك الاتهامات لا يستحق الرد، خاصة فيما يتعلق بملابس الفتيات، وهى تصدر غالبا من تيار الإسلام السياسي..

ولكن عندما يردد عدد من الكتاب غير المنتمين لهذا التيار نفس الاتهامات التي تصدر من "حزب الله"، فالأمر يبدو غير مفهوم على الإطلاق، ولا يمكن قبول الآراء التي تزعم أن الانتفاضة اللبنانية تم تحضيرها من الخارج، بدليل أنه ليس لديها برنامج واضح، وهذا غير صحيح بالمرة، الانتفاضة قامت تعبيرا عن الغضب الشعبى من الفساد الذي استشرى في البلاد.. والثروات المنهوبة، والمعاناة التي لم يعد المواطن البسيط يتحملها.

برنامج الانتفاضة واضح، استبعاد كل القيادات الطائفية من المشهد اللبنانى وتشكيل حكومة خبراء، إقامة دولة وطنية على أسس مدنية، بعيدة عن المخصصات الطائفية، والمؤسف أن الذين ينتقدون الانتفاضة يتجاهلون مغزى هذا الشعار الذي يتردد لأول مرة في الشارع اللبنانى ويزعج كل رؤساء الطوائف والأحزاب.

وأغرب تلك الاتهامات التي وجهت للانتفاضة أنها استثمرت الغضب الشعبى الناتج عن الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار، وهو ليس دليل إدانة، وإلا هل يوجد مبرر لقيام الثورات أكثر جدية من إفقار الشعب. إنها انتفاضة الذين لا يملكون ولا يحكمون، ضد من يحكمون ويملكون.. ارفعوا أياديكم عن انتفاضة لبنان.
Advertisements
الجريدة الرسمية