رئيس التحرير
عصام كامل

ياسمين نبيل تكتب: تأثير الهالوين على الشعوب العربية

ياسمين نبيل
ياسمين نبيل

الهالوين هو عيد يحتفل به مع معظم دول الغرب، إلا أنه ما زال هناك البعض يحتفظ بالطقوس المسيحية في الكنيسة وإنارة الشموع للموتى، ويسمى بعيد الهلع أو الهالوين، ويتم الاحتفال به في يوم 31 أكتوبر من كل عام، وسمي بالهالوين لأنه تعني عشية القديسين، وتكون لمدة ثلاث أيام السنة الطقسية لاستذكار الشهداء، وهو العيد الأصلي للهالوين، ويعود للجذور المسيحية الكاثوليكية في بريطانيا، والهدف هو نشر الرعب لأن الأموات يتواجدون في هذا الوقت، ويظهرون في الواقع مع البشر وعرف باسم ”أمسية كل الأشباح”


أو ”أول هالو إيف” وأول ظهور لهذا العيد كان في القرن التاسع عشر على يد المهاجرين الأيرلنديين إلى أمريكا، وذلك عندما قام بعض الأطفال الأيرلنديون بارتداء ملابس مرعبة في الشوارع من هنا ظهرت هذه الفكرة، ولم تقتصر على الأطفال فقط، بل وشملت أيضا الكبار وأصبح هذا اليوم الرسمي للاحتفال بالهالوين، ولكن اختلفوا الباحثين في أصل هذا الاحتفال فهناك رأي آخر يرى أنه لا علاقة له بالمسيحية، ويرون أنه يرجع إلى الوثنية وكان يعرف بعيد الحصاد الذي يشبه الهالوين في الاحتفال لديهم، ولكن حتى الآن لم تتم معرفة إلى من يرجع الهالوين.

طرق الاحتفال بالهالوين وأسطورة الهالوين

عيد الهلع بالتأكيد تختلف طرق الرعب من بلد إلى أخرى، ولكن المتفق عليه هو الخدعة التي تعرف باسم خدعة أم حلوى، وأن يتم الانمى بشكلها في الهالوين، ونحت القرع ووضع الإضاءة داخلها، وأن يزوروا الأماكن التي يعتقدون أنها مسكونة بالأشباح ومشاهدة أفلام الرعب، تزين الشوارع بهذا الشكل "القرع" الذي بداخله الإضاءة، ويرجع السبب لهذا المظهر بأسطورة أيضا تدعى ”جاك البخيل” بأن الشياطين لا تستطيع أن تاخذ جاك إلى الجحيم، فقام بعمل خدعة للشياطين وهي أن أتى بقطعة فحم داخلها لفت حتى تضيء له الأرض، ولهذا السبب لم تستطع الشياطين أن تأخذ جاك، والأسطورة الثانية للوجود الهالوين هي أن هذه الليلة تأتي كل الأرواح من عالم البرزخ إلى البشر، وتظل حتى نهاية الفجر، ويسمى بعيد الحلوى لأن الأطفال يجتمعون في منزل ويجمعون الحلوى، ومن يرفض أعطاها لطفل يصاب بلعنة الأرواح الشريرة، وأمريكا تنفق مليارات الدولارات حتى تقوم بصنع وتوزيع الحلوى على الأطفال بأشكال مختلفة لأن من لا يعطي حلوى للأطفال يصاب باللعنة.

تأثير الهالوين على الشعوب العربية 

مع الأسف نحن شعوب اعتدنا أن نأخذ ما لا ينفعنا أكثر مما ينفعنا، وهذه العادة أصبحت تقام في بعض المجتمعات العربية، على الرغم أنها لا تشبه عاداتنا كعرب، سواء مسلمين أم غير مسلمين، ولكن ما لدينا عقدة بأننا حتى نصبح متحضرين يجب أن نشبه ما ليس يشبهنا، وإن تسألنا الغرب عن عاداتنا نحن العرب فلا يعرفون شيئا عن العرب، إن ذكرنا مصر على وجه التحديد فهي أصبحت أيضا واحدة من الدول التي للأسف تحتفل بهذا اليوم الشاذ والغريب عن عاداتنا، وأصبح هذا الاحتفال بشكل أكثر توسعا، ففي المدارس نجد أن في هذا الوقت الحالي تشارك المدارس والجامعات الخاصة بهذا الاحتفال على الرغم أنها عادة كانت لا تحدث في مصر، ولكن للأسف لم يعد الحال مثل سابق، ولم تعد مصر الدولة التي كانت تقلدها الدول سواء عربية أم غريبة في شتى المجالات، فأصبحت مصر تحاول أن تتشبه بهذه العادات وبعض الثقافات الأخرى المختلفة عن طبيعتنا نحن كمصريين، فلا أجد فائدة من هذا اليوم الغير مبرر سوى أننا نتبع ما ليسوا منا، أريد من كل عربي يحتفل بهذا اليوم أن يسأل نفسه سؤالا قبل ما يحب أن يشارك في هذا اليوم هل الغرب يعلم بالمولد النبوي أو عاشوراء أو يصومون رمضان وبالنسبة للأقباط، فهل يصومون صيام العذراء وغيرها من مناسبات لدى الأقباط، حتى وإن كانوا من نفس الدين، وإن كانت كل الإجابات على هذه التساؤلات لا، فلما أنتم تشاركون باحتفالات لا تفيد وليست ضمن احتفالاتنا، وإن كانت وجهة النظر التحضر فهل أصبحتم متحضرين؟، هل اعترف بكم الغرب؟، هل هذا ما تحيا من أجله؟، هو رأي لن يفيد!
الجريدة الرسمية