وتتلاحق الأزمات
يبدو أن الشعب المصري كتب عليه أن يعيش أزمات يومية متلاحقة دون أن يتعطف عليه الرئيس وعشيرته بفسحة من الوقت لالتقاط الأنفاس. كانت بداية الأزمات اليومية المعيشية.. اختفاء البوتاجاز والسولار، تحديد عدد أرغفة الخبز لكل فم، الصعود المتوالي لأسعار الزيت والأرز والسكر والخضراوات، وبلاش نقول اللحم والدجاج والأسماك حتى لا نتهم بالبرجوازية.
تلاحقت الأزمات ولم تعد القضية أخونة الدولة أو التعدي على قدسية القضاء أو تهميش لكل القوى والتيارات السياسية، أو اعتقال شباب الثورة دون محاكمات أو محاولة تكميم الأفواه والإعلام. لم تعد القضية هى التخبط في إدارة الدولة برئيس وزراء فاشل وقيادات لا يميزها سوى الولاء للنظام والجماعة بصرف النظر عن الكفاءة والخبرة والإمكانية.
القضية قضية وطن.. أمن وأمان مصر، مصر التي لا يعرف من يحكموها قيمتها وقدرها.. مصر التي اعتبروها ولاية، مجرد ولاية من الخلافة الإسلامية التي يحلمون بها.
سعدنا بعودة الجنود المختطفين سالمين وننتظر الكشف عن ملابسات الحادث وكذا نتائج التحقيقات في مقتل ١٦ جنديا برفح في شهر رمضان الماضي واختفاء الضباط الثلاثة والمجند منذ ما يقرب من عامين.
حتى لا تضيع سيناء وتتحول إلى دارفور أخرى لابد من تغيير المنظومة الأمنية والضرب بيد من حديد ودون رحمة على الإرهاب والعناصر التكفيرية الإرهابية التي توغلت عندما وجدت تعاطفا من النظام الحاكم.
تحدثنا كثيرًا عن تنمية سيناء ولا حياة لمن تنادي ولعلنا نتساءل من الذي أوقف مشروع ترعة السلام.. ولماذا تحول مشروع تنمية سيناء إلى توشكى أولًا ثم تحول ثانيًا إلى مشروع تنمية قناة السويس. من الذي أوقف الجيش عن استكمال عملية نسر وأيضا عن تدمير الأنفاق، وما أدراك ما الأنفاق؟؟!!
أسئلة كثيرة لا نجد لها إجابة وإذا لم يجتمع الشعب المصري على حكمة سواء وإرادة واحدة للوقوف أمام الإخوان وعصابتهم ستستمر سيناء مرتعًا للإجرام والقتلة والإرهاب.
نقلا عن جريدة "فيتو" الأسبوعية