"أردوغان" يكذب
بينما كنت منهمكا وسط الأخبار، أبحث عن فكرة لمقال أكتبه وبينما أبحث عنها، فقد أهداني القدر فكرة لم تكن لتخطر على بالي لولا أنها أقدار، إذ فوجئت بخبر ولو شئنا الدقة لقلنا إنها شهادة جاءت من صحفي أمريكي في حق الرئيس التركي "أردوغان"، والحقيقة أنني كنت مترددا في نقل هذه الشهادة بحكم أن شهادة الغرب في قضايا الشرق مجروحة، ومع ذلك فقد آثرت نقلها لعلها تيقظ النائم وتنبه الغافل، لما يدور في العالم من حولنا، وبعيدا عن منطقتنا العربية التي يقال إنها منكوبة ببعض بنيها.
وحتى لا أطيل عليكم فسأسرد هذه الشهادة، حيث وضع صحفى أمريكى مراسل شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، الرئيس التركى "رجب طيب أردوغان"، في حرج شديد خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع نظيره "دونالد ترامب"، وتعمد إحراج "أردوغان" بسؤاله عن الرسالة المهينة التي أرسلها له الرئيس الأمريكى "دونالد ترامب"، التي حذره فيها من غزو سوريا..
وزعم الإعلام التركى الموالى للرئيس أن الأخير قام بإلقاء الرسالة في سلة القمامة، وكانت حديث وسائل الإعلام، حيث أنهاها الرئيس الأمريكى بعبارة "لا تكن متعنتا، لا تكن أحمق" كتحذير ل"أردوغان" بألا يتوغل في الشمال السوري، وعلّق مصدر دبلوماسي تركي عليها بعد يومين من نشرها، وقال إن "أردوغان" ألقى برسالة نظيره الأمريكى حول عملية "نبع السلام" في سوريا بسلة القمامة"، حسب ما نقلته وسائل إعلام تركية عدة.
سؤال الصحفى الأمريكى الموجه إلى "أردوغان"، كشف على لسان الرئيس التركي نفسه، أنه لم يلق تلك الرسالة في القمامة، بعدما وجه له سؤالا حولها قال فيه: "الرئيس ترامب بعث إليك، يحثك على عدم شن عمل عسكري في الشمال السوري، وقال لك لا تكن متعنتا لا تكن أحمق، لكنك بدأت عملا عسكريا هناك، فهل لك أن تشرح لماذا تجاهلت صوته"؟
وهنا لاذ "أردوغان" بصمت زادت مدته عن ترجمة السؤال إليه من الإنجليزية إلى التركية، وكان السؤال قبل الأخير في المؤتمر، فمرر جوابه بشأن الرسالة سريعا، وقال "أعدتها بعد ظهر هذا اليوم إلى الرئيس".