النائب العام «فارس العدالة» يُتوج «الأميرة»
تلقى المصريون نبأ إخلاء سبيل «فتاة العياط» بقرار من النائب العام المستشار الجليل "حمادة الصاوي" بالفرح المقترن بالدهشة، فالقانون هو القانون والتعليمات هي التعليمات، ولكن هناك من يُحسن استخدامها تحقيقًا للغرض الذي وُضعت من أجله، ولم تقف الدهشة عند أبناء المجتمع بل إمتدت إلى المحامين أنفسهم.
ترجع أحداث القصة إلى الثاني عشر من يوليو الماضي حين تعرضت «أميرة أحمد عبدالله» إلى محاولة آثمة للنيل من عِرضها وعِرض كل المصريين، فما كان منها إلا أنها استماتت للحفاظ على نعمة وهبها الله إياها، وإن كانت من أسرة بسيطة، بينما فقدها عن طيب خاطر بعض من وجدوا الأموال بلا حساب، فتمكنت «أميرة» من قتل المجرم في معركة دامية روتها في تحقيقات النيابة العامة وتأكدت بشهادة الشهود، ومن بينهم أحد أقرباء "الجاني" وذلك بالإضافة إلى ما رصدته الكاميرات وباقى ملابسات القضية.
ورغم تعاطف الجميع معها، فقد كان أقصى أمنيات أكثر الناس تفاؤلًا إخلاء سبيلها لحين تحديد جلسة أمام محكمة الجنايات، وأن المحكمة ستحكم ببراءتها بإذن الله، ولكن المستشار "حمادة الصاوي"، النائب العام «فارس العدالة» أبى إلا أن يُسطر بقلمه طعنة في قلب البلطجة التي انتشرت حولنا بأشكال مختلفة، فلا يردعها قانون، ولا تقومها تربية، طعنة ردت للفتاة اعتبارها وللوطن أجمع.
إن قرار النائب العام باعتبار الواقعة دفاعًا شرعيًّا عن النفس هو «وثيقة شرف» تُعلن مرحلة جديدة في مواجهة جرائم العنف والبلطجة والتنمر، التي يقف جمود النصوص القانونية أمام مقاومتها وتهتف بعودة شهامة أبناء البلد في التصدي لها، كما أن تلك الوثيقة هي دعوة لمراجعة بعض نصوص القانون في التشريعات العقابية لتلائم احتياجات المجتمع.
ومن آثار تلك الوثيقة أنها أظهرت لنا أن اختيار الرئيس "عبد الفتاح السيسي" للمستشار "حمادة الصاوي" لتولي منصب النائب العام قد صادف أهله، سيما وقد اتخذ قرارات إدارية أثنى عليها الجميع، دون أن ينسى صقل الجانب العلمي لأعضاء النيابة العامة بتوفير موسوعة إلكترونية لهم مع تأكيده على أن العلم يحقق أفضل نتائج العمل.
وكم من «أميرة» في هذه الأيام في حاجة ماسة إلى قامات أخرى جريئة في الحق، ليس فقط بين أعضاء الجهات والهيئات القضائية، بل وفي صفوف السلطتين التشريعية والتنفيذية غير مرتعشة اليد، وبعيدة عن الأهواء لتحقيق الأمان والعدالة الاجتماعية ويتجدد في القلوب معنى الانتماء وحب الوطن.. وللحديث بقية.