لبنان على شفا حرب أهلية
الوضع في لبنان خطير، الثورة لا تتراجع والنظام لا يحرك الحراك في الشارع، ويتحرك ببطء شديد. فبينما يطالب المتظاهرون بحكومة تكنوقراط ومحاسبة المسئولين، ولا يعترفون بمجلس النواب، يتريث رئيس الجمهورية "ميشال عون" في تكليف رئيس وزراء لتشكيل الحكومة لأسباب مختلفة.
بعد أن قدم "سعد الحريري" استقالة الحكومة، كان المتظاهرون ينتظرون أن يحقق رئيس الجمهورية مطالبهم، بتشكيل حكومة تكنوقراط.. رئيس الجمهورية يرى أن تغيير النظام لا يتم بالتظاهر في الساحات، وأن التغيير يتم من خلال المؤسسات، ولسان حال المتظاهرين يقول إنه لو كان النظام سيتغير لكان قد تغير.
لماذا لم يختر رئيس الجمورية "ميشال عون" رئيسًا للوزراء ؟!، لأن حزب الله والتيار الوطني الحر يرغبون في حكومة تضم تكنوقراط وسياسيين، والمتظاهرون يرغبون في حكومة تكنوقراط.
مطالب المتظاهرين تجاوزت محاربة الفساد وإعادة الأموال المنهوبة، لتنال من سلاح حزب الله.
المشكلة الأكثر تعقيدًا، أن المتظاهرين يطالبون بمحاسبة النواب، فكيف سيقوم رئيس الجمهورية باستطلاع رأي من تطالب الثورة بمحاسبته فيما يتعلق بتسمية رئيس الوزراء ؟!
لبنان دخل في إضراب عام منذ يوم الإثنين، والبنوك مقفلة، ولا يزال رئيس الحكومة في انتظار اتفاق السياسيين على اسم رئيس الوزراء.
لم يعد أمام الأحزاب السياسية في لبنان، وخاصة تلك التي كانت في الحكومة، وبخاصة التيار الوطني، الحرب، بزعامة صهر الرئيس "ميشال عون"، الوزير "جبران باسيل"، وزير الخارجية الحالي، وحزب الله، وحركة أمل، غير اختيارين؛ إما أن يقبلوا بمطالب الثورة كما هي، وأن يتحمل حزب الله مخاطرة وجود حكومة تتحرك ضد سلاحه، أو يحشد حزب الله والتيار الوطني الحر وحركة أمل جماهيرهم في مواجهة الثوار.
كلما تأخر رئيس الجمهورية "ميشال عون" في اختيار رئيس الوزراء الجديد، وكلما تأخر عن تحقيق مطالب الثورة، دفع بلبنان إلى حرب أهلية شاملة. والحقيقة أن لبنان أقرب من أي وقت مضى إلى حرب أهلية.
كلما تأخر رئيس الجمهورية "ميشال عون" في اختيار رئيس الوزراء الجديد، وكلما تأخر عن تحقيق مطالب الثورة، دفع بلبنان إلى حرب أهلية شاملة. والحقيقة أن لبنان أقرب من أي وقت مضى إلى حرب أهلية.