عبد الرحمن الخميسي يكتب: من هو المذيع
يعتبر الكاتب عبد الرحمن الخميسي "ولد 13 نوفمبر 1920 ورحل 1987" من الأدباء الذين تربطهم بالفن الإذاعي أوثق الصلات، وقد عرفه الميكروفون مؤلفا ومخرجا وممثلا في كثير من الأحيان.
وكما نشرت مجلة روز اليوسف عام 1956 يتحدث عبد الرحمن الخميسي عن المذيع الناجح فيقول: "هناك صفات لا بد أن تتوفر للمذيع لكي ينجح فليست الأمور عشوائية وهذه الصفات هي:
أولا: لا بد أن تتوفر للمذيع أولا الموهبة الصوتية.
ثانيا: الثقافة العامة ويجب النص هنا على أن التعليم شيء والثقافة شيء آخر، فمن الممكن أن نرى إنسانا حاصلا على أرقى الدرجات وأعلى الشهادات، وهو في ميزان التقدير العام غير مثقف والعكس.
ثالثا: الإحساس الموسيقي، فينبغي أن تكون حاسة التذوق الصوتي ناضجة لديه، ويجب أن يتيسر له الشعور بالمسافات الصوتية، وتقدير أبعادها بحيث يكون دقيق الحس بالبعد أو القرب من الميكروفون.
رابعا: التدريب على الإلقاء، وهو يتيح التمكن من نبرات الصوت بحيث يخفضه أو يرفعه، يعرضه أو ينحله، وبحيث يصبح قادرا على الصعود بصوته في درجات يستطيع أن يقف عند كل درجة فيها ويتكلم.
وبكلمة موجزة لا بد أن يكون قادرا على تطويع صوته وتسيير نبراته كيف يشاء، وذلك حسب معاني الكلمات بالتخصيص وفق اتجاه الكلام.
أما ملاحظاتي على بعض المذيعين الذين يقرأون نشرات الأخبار، فمن المعلوم والمقرر أن نشرة الأخبار عبارة عن صوت رسمي إخباري، بمعنى أنه يجب على المذيع ألا يستعمل نبرات صوته في تلوين كلمات النشرة بأي لون، متحيزا لكلمات النشرة أو مضاد لها، إلا في حالات استثنائية مثل موقف وطني لمصر أو عمل سياسي هام لها، أو وقوع حدث عالمي ضخم.
في هذه الحالات فقط يمكن أن يستغل المذيع نبرات صوته في تلوين الخبر.