باحث أثري يكشف قصة نشأة الإله "تحوت" عند الفراعنة
قال الباحث الأثري أحمد عامر، إن الإله "تحوت" أو كما يعُرف في اللغة المصرية القديمة باسم "جحوتي" هي المعبود الذي نُسب إليه أصول الحكمة والحساب ورعاية الكتابة والكتاب والفصل في القضاء، كما اعتبروه كاتبًا أعلى ووزيرًا، ونائبًا لمعبودهم الأكبر "رع"، فهو الذي يقسم الزمن إلى شهور، وهو الذي ينظم شئون العالم.
وكان "تحوت" أعظم الموظفين شائنًا، هو الوزير الذي يقف بجانبه على سطح سفينته ليتلو عليه شئون الدولة، وهو القاضي يقضي في السماء، ويقضي في منازعات الآلهه، ويتنبأ للآلهه والبشر بما سوف يحدث لهم، وهو الذي يشيد المدن ويضع حدودها، وهو الذي أعطي الناس الكلمات والكتابة وعلم الحساب الصحيح، ولما كانت الرياضة والفلك مرتبطة عند القوم بالسحر والكهانه فقد كان "تحوت" سيد السحر الكبير، وعندما كان وزيرًا ل "أوزيريس" فقد علمه فنون الحضارة، كما علم "إيزيس" التعاويذ التي جعلتها جديرة بلقب "الساحره الكبيرة" التي مكنتها لإعادة الحياة ل "أوزيريس" فضلًا عن شفاء طفلها الذي عاني من جميع الأمراض "حورس".
وأضاف "عامر" أن القوم رمزوا إلى الإله "تحوت" بثلاثة كائنات حسية منها بالطائر أبيس "أبو منجل" أو رأس أبيس على جسد أدمي، ولكنه كان من الممكن أن يكون كذلك قردًا، أو أن يبرز نفسه كقمر ثم سرعان ما خرج القوم بتأويلات عديدة عن روابط تحوت بهذه الرموز، هذا ويذهب بعض الباحثين أن عبادة "تحوت" نشأت أولًا في الدلتا، ثم انتقلت إلى الإقليم الخامس عشر، ربما في "هرموبوليس بارفا"، ثم وجد له موطنًا جديدًا بعد ذلك في الأشمونين، والتي تبعد عن مدينة ملوي ب 10كم تقريبًا، حيث أصبحت بعد ذلك المركز الرئيسي لعبادته في مصر كلها.
وأشار "عامر" إلى أن عباده الإله "تحوت" ظهرت منذ عصور ما قبل الأسرات، حيث صوره القوم على رءوس الصولجانات واللوحات، كما ظهر رمزه على هيئة الطائر "أبيس" على بعض بطاقات الأسرة الأولى، وأن نُسب إليه الكهنة في فضل الأشمونين خلق العالم، الذي خرجت منه الآلهه جميعًا، وإُعتبر كذلك الإله الصديق الوفي للآلهة وبني الإنسان.