رئيس التحرير
عصام كامل

بعد أيام من الاستقالة.. هل يقبل الحريري تشكيل الحكومة اللبنانية؟

سعد الحريري
سعد الحريري

يعيش لبنان في مأزق سياسي كبير عقب استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري، في 29 أكتوبر الماضي استجابة لمطالب المتظاهرين، إلا أنه لم يفت سوى أيام قليلة عقب الاستقالة، وطرح اسم الحريري مجددا لتشكيل الحكومة الجديدة، ووسط سيل من التكهنات والأخبار المسربة عن رفض الحريري لتشكيل الحكومة المقبلة، إلا أن هناك تقارير تؤكد قبوله لهذه المهمة مجددا ولكن بشروط.


شروط خاصة لقيادة الحكومة اللبنانية
وكشفت مصادر مقربة من الحريري بعد لقائه بالرئيس اللبناني ميشال عون، عن وضعه شروطا خاصة من أجل العودة إلى رئاسة الحكومة، خاصة بعدما تحدثت تقارير عن أن الحريري إذا تم تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة، فسيفعل ذلك، لكن وفق الضوابط والرؤية التي يضعها، وإذا لم يتم التجاوب مع هذه الشروط، فهو أبلغ مَن يعنيهم الأمر أن بإمكانهم التوافق على اسم رئيس آخر للحكومة.

معالجة الوضع الاقتصادي
وقالت المصادر في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" إنه تطرق خلال لقائه بالرئيس اللبناني إلى كل المواضيع، من التكليف والتشكيل وشكل الحكومة وغيرها من المواضيع، لكن التركيز كان على ضرورة القيام بشيء ما لمعالجة الوضع الاقتصادي والمالي الذي يمر بظروف حرجة ودقيقة، وبالتالي لا يمكن الانتظار إلى ما بعد التكليف والتشكيل الذي يستغرق 10 أيام على الأقل، فيما وضع البلد لا يمكنه أن ينتظر.

إبعاد حزب الله
من ناحية أخرى، قالت مصادر لبنانية، إن سعد الحريري رفض العودة على رأس حكومة مطعمة سياسيًا من الأحزاب، والكتل النيابية الكبيرة، وفي مقدمتها "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" وحركة "أمل".

وأكدت المصادر، أن الحريري يسعى للتوصل إلى حكومة تكنوقراط، معتبرة أن الهدف الخارجي الأساس منها هو إبعاد "حزب الله" عن السلطة التنفيذية وإقصائه، وبالتالي يكون الحزب قد سلم رقبته لمن يريدها.

وأشارت المصادر إلى أن "الحريري، الذي كان قد أبلغ الوزير جبران باسيل و"الخليلين" أنه لا يرغب بالعودة إلى رئاسة الحكومة، لم يُبد هذه الرغبة صراحة لرئيس الجمهورية، وأبقى على قنوات التفاوض مفتوحة على رغم من أن أفق الحلول حتى الساعة ما زال مقفلًا".

ورأت المصادر، أن "الأمور لا يمكن أن تطول لأن الوضع مختلف هذه المرة، والجميع يعملون على حد سيف الانزلاق الاقتصادي والمالي والنقدي الخطير".
الجريدة الرسمية