طلاق والديه والرحيل المفاجئ.. محطات المعاناة في حياة "البلياتشو" هيثم احمد زكى
يمكن للمتأمل في رحلة هيثم احمد زكى القصيرة في الحياة، أن يتنبأ بنهاية غير اعتيادية لشخص عاش حياة صعبة منذ نعومة أظفاره، فبالرغم من تماسكه الذي كان يبديه أمام الكاميرات، إلا أن حياة هيثم لم تكن بالسهولة التي قد يتوقعها البعض، وعاش محطات من المعاناة تستحق التأمل والانحناء أمام تماسك الفنان الراحل الذي رحل وترك الجموع في صدمة وحزن، وإن كان من الممكن أن يتم وضع عنوان لرحلة هيثم القصيرة في الحياة فسيكون "البلياتشو"، الذي هو أيضًا عنوان الفيلم الذي كان بطله، فقد عاش هيثم كالبلياتشو يبدو ضاحكًا مبتسمًا، ولكن وراء هذا القناع الضاحك أوجاع وآلام كبيرة، وفيما يتعلق بمحطات المعاناة التي عاشها الفنان الراحل فهي كالآتي:
طلاق والديه
افتقد هيثم احمد زكى جوّ الأسرة منذ نعومة أظفاره، حيث انفصل والديه وهو لا يزال صغيرًا، وحُرم منذ طفولته أن يعيش بين والديه؛ لذا فلم تكن طفولته هي الطفولة المثالية التي من المفترض أن يعيش بها الأطفال في مثل عمره، وبطبيعة الحال فقد تأثر هيثم كثيرًا بهذا الحدث الذي يترك في نفوس الصغار علامة لا تمحوها السنوات.
وداعا هيثم أحمد زكي.. "البلياتشو" يبكي الجميع.. انهيار محبيه أثناء تشييع الجثمان.. عدد كبير من الفنانين يودعونه.. ناهد السباعي تدخل في نوبة بكاء.. وخطيبته تتلقى العزاء (فيديو وصور)
وفاة والدته
بعد محطة الطلاق التي وضعت هيثم في وضع لا يُحسد عليه، كان الطفل البريء على موعد مع صدمة جديدة في حياته، وهي وفاة جده المخرج أحمد فؤاد عام 1992، ثم وفاة والدته الفنانة الجميلة هالة فؤاد ورحيلها عن دنيانا عام 1993، وكان هيثم آنذاك في التاسعة من عمره، ولقد تكفلت جدته بتربيته وحاولت تعويضه عن غياب والدته ووالده الذي كان منشغلًا في أدواره وفنه، وكان لخاله هشام فؤاد هو الآخر مكانة كبيرة في قلبه.
رحيل الأب
لم يمهل القدر هيثم كثيرًا لكي يتمتع بحنان والده، فقد أصيب والده بمرض السرطان ليفتك به ويرحل عن دنيانا وهيثم لا يزال في مقتبل عمره وفي بدايات العشرينيات، ليجد هيثم نفسه وحيدًا في الدنيا دون أشقاء اللهم إلا أخ غير شقيق، وهو ابن الفنانة هالة فؤاد من زوج آخر، ويتيم دون أب أو أم، ليكمل ما تبقى من سنوات عمره وحتى اللحظات الأخيرة من حياته وحيدًا، وازدادت الوحدة رحيل جدته عن الحياة ومن بعدها خاله هشام فؤاد عام 2011.
الوحدة
عاش هيثم وحيدًا بعد رحيل معظم أحبائه، حتى إن الفنانة هايدي كرم حكت موقفًا جمعها بهيثم، في تصريحات صحفية، أكدت فيه على مدى الوحدة التي عاشها هيثم، وهو أنه حينما كانت تصور معه فيلم "البلياتشو" كان يوجد مشهد له وهو يقفز في نهر النيل من إحدى العوامات وبالفعل تم تنفيذ المشهد، ولكن هيثم تعرض لوعكة صحية جعلته يدخل المستشفى لمدة يومين، وحينما زارته هايدي لم تجد معه أحدا يرافقه في المستشفى سوى الاستايلست، ولم يكن هناك أحد من أهله.
نقد لاذع
تعرض الفنان الراحل هيثم احمد زكى لنقد لاذع في حياته، واتهامات بأنه قد دخل الفن بالواسطة لأنه ابن أحمد زكى لا لأنه يمتلك موهبة فنية، وكان الفنان الراحل يرد على هذه الاتهامات التي بطبيعة الحال قد أثرت عليه وعلى حالته النفسية، بأنه قد دخل إلى عالم الفن بعد وفاة والده وبعد إلحاح من شركات الإنتاج للتعاقد معه لكي يصبح ممثلا.
الموت وحيدًا
واستكمالًا لرحلة المعاناة، أبى هيثم أن يرحل عن عالمنا بصورة طبيعية، فقد جاء رحيله في صورة صدمة لكل محبيه وذويه، رحل في صمت وحيدًا في منزله بعد فترة اختفاء قصيرة، ولولا وجود خطيبته في حياته وحرصها على الاطمئنان عليه وقلقها من غيابه لما كان أحد قد اكتشف غياب هيثم احمد زكى، وموته المأساوي الذي طوى صفحة حياته الثرية بالأوجاع والمعاناة، واكتملت سلسلة معاناته حينما تأخرت جنازته لعدم وجود أحد من أقاربه من الدرجة الأولى ليستلم جثمانه وفقًا لتصريحات الفنان أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية.