هيثم أحمد زكي.. عاش يتيمًا ومات وحيدًا
الحياة ليست عادلة بالقدر الكافي الذي يتخيله البعض، وحياة الآخرين ليست رائعة كما يتخيلها البعض من الخارج، فهي من الداخل قد تكون أسوأ بكثير.. الراحل هيثم أحمد زكي كان أحد هؤلاء الذين قد تظن أن حياتهم رائعة، فهو ابن الفنان الراحل وإمبراطور السينما الفنان أحمد زكي، ولكن حياته لم تكن رائعة، حتى النهاية كانت صعبة وحزينة ومؤثرة.
كان الفنان الشاب قد بلغ التاسعة من عمره بشهر، وهو في سن الطفولة البريئة، كان يحتاج في ذلك الوقت والدته أكثر من أي شيء، ولكنه فقدها، فقدت توفيت الفنانة هالة فؤاد في ذلك الوقت وتركت ابنها الطفل وحيدًا بدون مصدر للحنان، مع والده الفنان أحمد زكي، لم يكن رحيلها قاسيًا على طفلها فقط، ولكن على زوجها الذي شعر بالذنب لإهماله في علاجها، فتركت ابنا يتيما وأبا محطما.
عاش هيثم مع والده حتى اشتد عوده وأصبح شابًا، وفي ريعان شبابه وفي ظل حاجته لوالد يستند عليه في تلك الفترة التي يحتاج فيها الشاب لظهر يحتمي فيه ودليل يكون مرشده في تلك الحياة الصعبة، رحل أحمد زكي وتركه وحيدًا، ليواجه الشاب نكرانًا وجحودًا من الكثيرين ممن كان لوالده فضل عليهم، وآخرين كانوا يغيرون من نجاح والده.
لم يكن يشغل بال هيثم أحمد زكي أن يصبح نجما، فهو كما كان يقول "شبعان نجومية" حتى وإن لم يكن ممثلا من الأساس، فقد أشبعه أحمد زكي بنجوميته، الجميع يعرفه ويشير إليه لأنه ابن أحمد زكي ووريثه، حتى وإن لم يرث من صفاته الفنية شيئا، فهو يكفيه حمل اسم أحمد زكي، لم يقدم الكثير من الأعمال سواء في السينما أو الدراما مقارنة بمشواره الفني الذي بدأه عام 2004 وامتد حتى 15 عامًا.
واجه هيثم الكثير من المشكلات منذ دخوله الوسط الفني، فكثيرون يريدون حصره في دور "دوبلير أحمد زكي"، وهو يرفض مقارنته بوالده، لأنه لن يستطيع الوصول لنصف موهبته ولا تاريخه كما كان يقول، وآخرون كانوا يعاملونه بشكل سيئ، لأسباب كثيرة ربما أهمها غيرتهم من نجاح والده الكاسح فوجدوا في مهاجمة ابنه حلا لشعورهم بالانتقام من فشلهم، وهجوم من آخرين قالوا إنه دخل مجال التمثيل بالخطأ وعليه أن يتركه.
ظل هيثم يعمل في صمت ولا يريد الحديث مع أحد في وسائل الإعلام، فقد كانت حواراته قليلة سواء في الصحافة أو التليفزيون، وقدم 7 أفلام و8 مسلسلات اختار أدوارها بعناية، لأنه كما كان يقول على نفسه "ممثل مزاجنجي يستمتع بأدواره"، ولكنه كان وحيدًا في كل هذا المشوار بدون أب أو أم.
وعندما وجد هيثم شريكة حياته ليبدأ في تكوين أسرة وتعويض الأيام الصعبة التي عاشها وحيدًا، فأتم خطبته عليها، ولكن القدر لم يمهله حتى يتزوجها، فلفظ أنفاسه الأخيرة مساء أمس وحيدًا في شقته، بعدما أصيب بهبوط في الدورة الدموية، فقد اتصلت به خطيبته كثيرًا ولم يرد عليها لتخطر الشرطة التي اقتحمت الشقة بعد إخطار النيابة، ليجدوا الفنان الشاب قد فارق الحياة، فارقها وحيدًا في شقته بالشيخ زايد، حتى إنه لم يكن بجانبه من يحاول إنقاذه أو حتى الإعلان عن خبر وفاته.