المصالحة في الخليج والحرب!
تعود الأحداث لتتسارع في الخليج العربي من جديد.. فإيران تقرر تخفيض نسبة تقليص تجاربها النووية، وهذا يعني زيادة حركة العمليات ببرنامجها النووي، إلا أن إيران لم تترك الأمر للتخمينات بل أكدت رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 5 % أو أكثر! وال5% هي نسبة النقاء المطلوبة من اليورانيوم الخام حتى يمكن الاستفادة به في المفاعلات، لكن لا يصبح اليورانيوم جاهزا للعمل في الأسلحة النووية إلا إذا تجاوزت نسبة التخصيب (النقاء) الـ 80 % على الأقل!
كان القرار الإيراني متوقعا فالعالم لم يف بالمطالب الإيرانية الخاصة بالاتفاق النووي، الذي ضمنته الدول الكبرى الصين وبريطانيا وفرنسا وروسيا وألمانيا، وانسحبت منه الولايات المتحدة، ومنها الإفراج عن أموال وبنود أخرى، ولأنه متوقعا لذلك فليس صدفة أن يجتمع في اليوم نفسه في واشنطن وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" مع وزير الدولة القطري للدفاع "خالد العطية" والذي أبلغه فيه "بومبيو" بضرورة وحدة دول الخليج للتصدي لإيران!
في الوقت نفسه وفي الدوحة يتحدث أمير قطر في افتتاح دورة جديدة لما يسمى مجلس الشورى القطري فيقول: "أن تطورات الأحداث في المنطقة تدعونا للحوار لحل المشكلات"!
ثم يحدد أربعة شروط للحوار مع دول المقاطعة العربية مع قطر كانت الاحترام المتبادل المصالح المشتركة، وعدم الإملاء في السياسة الخارجية، وعدم التدخل في الشئون الداخلية! وبالتالي لم يعد رفع الحصار أو تعويض قطر عما أصابها من الحصار من بين الشروط!
وبينما كل ذلك يجري يؤكد "نتنياهو" في تهديد مباشر باستخدام القوة لأن إسرائيل لن تسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي!
السؤال الآن: هل يتم التمهيد للحرب في الخليج؟ وإن كانت الحرب بقوات أمريكية وأغلبها على طريقة الحرب في العراق، ستكون قوات ضاربة صاروخية وجوية فما المفيد من حل الخلاف بين الدول العربية الخليجية أولا؟! هل تخطط أمريكا ومعها إسرائيل طبعا لحرب طويلة في الخليج؟ هل تمهد لغزو بري؟ أم أن لا شيء من كل ذلك وكل الأمر أن رئيس أمريكا مقبل على انتخابات الفترة الثانية، وأن رئيس وزراء إسرائيل قد يدخل اختبار الانتخابات من جديد خلال أشهر؟!
الأيام ستقول.. لكن ما يهمنا أن مصر ستبقي الدولة العربية الوحيدة التي سيستمر خلافها مع قطر.. لأسباب يحتاجها مقال مستقل!