رئيس التحرير
عصام كامل

«حمادة ومها وفيفي».. سر تسمية الأعاصير بأسماء ذكور وإناث

إعصار _ ارشيفية
إعصار _ ارشيفية

تشهد العديد من دول العالم حدوث الأعاصير سنويا، وهناك أنواع لا يمكن السيطرة عليها وتؤدي إلى خسائر بشرية ومادية فادحة، ولطالما حملت الأعاصير أسماء، فكانت الأعاصير في الماضي تسمى بنفس تاريخ العام الذي حدثت فيه، أو باسم المناطق التي اجتاحها، لكن مؤخرا بدأ يطلق على الأعاصير أسماء ذكور أو أناث مما أثار حيرة البعض.


تستعرض «فيتو» خلال السطور التالية، سر تسمية الأعاصير بأسماء ذكور وإناث.

بداية التسمية
كانت الأعاصير في الماضي تسمى بنفس تاريخ العام التي ظهرت فيه، أو تسمى على اسم المنطقة التي اجتاحها، ولتفادي الخلط أو الالتباس الذي قد يقع فيه الناس وخصوصا في بعض المناطق التي تكثر فيها الأعاصير المدارية، قررت مراكز الأرصاد الأمريكية عام 1953، إطلاق أسماء أناث على الأعاصير، حيث إن الإعصار باللغة الإنجليزية مؤنث، لكن المنظمات النسائية اعترضت في ذلك الوقت على هذا الأمر، لذلك في عام 1979 عُدلت لائحة الأسماء لتشمل أسماء للذكور والإناث، واعتمدت مصلحة الأرصاد الدولية هذه الأسماء وأطلق اسم ذكر "بوب" للمرة الأولى على إعصار في المحيط الأطلسي.

أشهر الأعاصير
الأعاصير المدمرة حفرت اسمها في التاريخ بسبب الدمار والخسائر البشرية والمادية، وهذه بعض أكثر الأعاصير شهرة ودمار:

- إعصار نانسي: وقع عام 1961 في شمال غرب المحيط الهادي، ويعد أقوى إعصار استوائي في التاريخ.

- إعصار تريسي: وقع عام 1974 في السواحل الأسترالية.

- إعصار بنجلادش: حدث عام 1970 وقتل أكثر من 300 ألف شخص وهو بذلك أكثر الأعاصير دموية.

- إعصار فيفي: حدث عام 1974 في جزر الهندوراس، وقتل أكثر من 8 آلاف شخص.

- إعصار ميتش: حدث عام 1998، في دول أمريكا الوسطى وبعض أجزاء الولايات المتحدة، وقتل أكثر من 18 ألف شخص.

- إعصار أندرو: حدث في عام 1992، في الولايات المتحدة.

- أعاصير «ايرين، وكاترينا، وساندي» وهي ثلاثة أعاصير ضربت الولايات المتحدة منذ العام 2011 وأدت إلى خسائر مادية هائلة وما تزال بعض المناطق تعاني من نتائجها حتى الآن.

أعاصير الشرق الأوسط:

انطلقت مؤخرا موجة من السخرية حول تسمية إعصار في مصر، بـ"حمادة"، لكن نفى رئيس هيئة الأرصاد الجوية، الدكتور أشرف صابر، وجود أعاصير في مصر، وأنه منخفض جوي متعمق يحدث كل عام، وتم تسميته "حمادة".

وفي عمان، أعلنت دائرة الأرصاد الجوية، توقع إعصاري مداري من الدرجة الأولى، وصلت سرعته حاليا 65 عقدة، ويبعد 850 كيلو مترا عن البلاد، وأطلقت عليه اسم "مها".

الإناث أكثر دمارا

اعتقد كثير من الناس بأن الإعصار الذي يحمل اسم أنثى أقل خطرًا من نظيره الذي يحمل اسم ذكر، ولذلك كانوا لا يتخذون التدابير الوقائية اللازمة، وهذا الأمر ليس له أساس من الصحة، حيث توصل الباحثون في جامعة "لينوي"، إلى أن أعاصير المحيط الأطلسي التي حملت أسماء إناث كانت أشد فتكا، وتسببت بسقوط عدد من القتلى أكثر بـ 5 مرات عن تلك التي تحمل أسماء ذكور.

وفي المقابل فإنه استنادًا إلى تحليل أعاصير المحيط الأطلسي بين عامي 1950 و2012، تبين للباحثين أن أسماء الأعاصير الأقل شدة لم تمثل فرقًا في قدرتها التدميرية، سواء حملت أسماءً أنثوية أو ذكورية.

مواجهة الدول

وبالرغم من اتخاذ بعض الدول كل الاحتياطات للحد من الخسائر، فإنها لا تزال بعيدة عن مواجهة الأعاصير والحد من خطورتها، ويعتقد بعض العلماء أنه بالإمكان إخماد الأعاصير باستعمال تقنيات جديدة ومتطورة، بينما ينصب تركيز غالبية المراكز البحثية على إيجاد طرق لرصد الأعاصير وتحديد مسارها وقوتها لاتخاذ خطوات استباقية تحد من الخسائر البشرية على أقل تقدير.
الجريدة الرسمية