محمد فودة يكتب: مـواقـف
١ - كانت المرة الأولى التي ألتقي فيها بذلك الرجل الأربعيني في مسجد السيدة زينب رضي الله عنها، يفترش الأرض ويكحت في أرضية المسجد لتنظيفها، وبعد حوار طويل قال لي: اقرأ كل يوم حكمة من حكم ابن عطاء الله السكندري.. لم تمر أيام معدودة إلا ودعيتُ لصلاة الجمعة في مسجده بجبل المقطم وللجبل قصص وروايات يطول المجال لشرحها.. قرأتُ في سيرة الشيخ قبل الذهاب.. كان من أكبر المنكرين للتصوف وما أن صاحب أستاذه المرسي أبو العباس إلا وأصبح علمًا ورمزا من رموز التصوف.. سبحان المغير.
٢- وصلتُ بعد عناء طويل للمنطقة التي يقع فيها المسجد، كنت أول مرة أزور المكان، أشار لي أحدهم أن المسجد على بُعد أمتار، وما إن رأيت أول مسجد قلت: هو ذلك.
دخلت في مكان للوضوء بجوار المسجد، وبعدما انتهيت إذا بحديث جانبي بين عدد من العمال على باب المسجد، قال أحدهم: "إنت عارف مين اللي جايين النهارده دول وزراء ومسئولين والدنيا مقلوبة".
فرد عليه آخر: «وإيه يعني يا أخويا دا الراجل الغلبان دا هوه، مشيرا لشخص دخل للتو من باب المسجد.. ممكن يكون أفضل عند ربنا من الشلة دي كلها».. وجدت نفسي أضحك بتلقائية من الرد التلقائي لذلك الرجل.. سبحان الملهم.
٣- بعد الانتهاء من صلاة الجمعة دخل عدد من المسئولين إلى «خلوة السيدة نفيسة» رضي الله عنها، والتي كانت تتعبد فيها بعيدا عن أعين الناس أعلى جبل المقطم، وبينما يقف حشود من الناس، شاهدتُ أحدهم يقوم بتفتيت قطع الخبز لأجزاء صغيرة، ويضعها في بعض الأماكن، ثم قام برش أشياء من السكر بأماكن أخرى، فانتظرت حتى فرغ من مهمته، وسألته انت كنت بتعمل إيه؟ فقال: كنت بأكِّل النمل.. فابتسمت ودعوت له.... سبحان من أودع الرحمة في قلوب عباده.