رئيس التحرير
عصام كامل

نهرو يروي للمصور قصته مع كمالا

نهرو وزوجته
نهرو وزوجته

في مجلة المصور عام 1953 وفى لقاء مع الزعيم الهندى نهرو أثناء زيارته للقاهرة عن ذكرياته مع زوجته ومحبوبته كمالا قال:

كانت كمالا قبل أن أتزوجها فتاة ساذجة بسيطة غير متعلمة، ظلت بعد أن تزوجتها محتفظة بتلك النظرة الصبيانية الرديئة، كما ظلت بعيدة عن عقد المرأة العصرية، وكانت كلما نمت ونضجت تجلت انوثتها.


كانت عيناها تزدادان عمقا وحرارة، ووجهها يبدو كبحيرة هادئة فسيحة تخفى تحتها بركانا متأججا ولم تكن من فتيات العصر بل ظلت على وقارها.

ورغم كل ذلك كانت متفتحة الوعى لكل ماهو جديد، كان سحرها وفتنتها في أنها كانت في جوهرها هندية بل كشميرية حساسة ذات كبرياء وعزة.

كانت تملأ الجو مرحا وضحكا مع الذين تألفهم حتى إنها كانت تبدو كالأطفال، تحكم الأمور بإلهامها وغريزتها بدون التواء.

كنا في نظر الكثيرين زوجين مثاليين، قلت لها يوما ونحن في جزيرة سيلان: إننا سعداء رغم كل المصاعب وكل الخلافات ومفاجآت الحياة.

هذا بالرغم اننا كنا نختلف احيانا، وكانت الحياة لكل منا رحلة شاقة لتكشف يوما بعد يوم عن شيء جديد يزيد كل منا مهما للآخر.

في مستهل حياتنا الزوجية كنت أكاد أنساها، لأنى كنت أعيش في عالم وحدى ورأسى لا تحوى سوى القضية التي اعتنقها.. قضية تحرير الهند، ومع ذلك لم أنسها إطلاقا بل كنت أعود إليها كما يعود المسافر إلى واحة خضراء، وتظل فكرة وجودها في حياتى تمنحنى الطمأنينة.

وكنت أتساءل ترى ما قيمة الحياة لو لم تكن هي في حياتى تسعدنى وتمنحنى الراحة.. تجدد جسمى وعقلى المنهكين.

وحتى كانت عام 1930 وجدت أن الحل الوحيد هو أن تكافح معا، وأعلنت حركة العصيان المدنى وقامت الحكومة باعتقالى في ذلك الوقت، قفزت نساؤنا إلى الصف الأول وقدن حركة الكفاح وحدهن.

لقد اجتمعت نساء الطبقتين العليا والوسطى والفلاحات في صف واحد متحديات قوة الحكومة وقسوة البوليس، لقد شعرت في السجن بالفخر بنسائنا.

لقد فرق السجن بيننا حين كنت أحوج ما تكون إليها وحين عرف كل منا الآخر.

خرجت من السجن 1935 وكانت زوجتى تجتاز مرحلة صحية حرجة ذهبت إليها وكان قد جف عودها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة أوائل عام 1936.
الجريدة الرسمية