رئيس التحرير
عصام كامل

"تاريخ" لميس جابر !


كنت صغيرا حيث اعتقدت أن فيلم "قطرة الدم الأولى" الشهير عالميا بـ "رامبو"، والذي تحول إلى سلسة قام ببطولتها منذ عام 1983 وحتى 2008 النجم العالمي "سلفستر ستالوني" نقول: كنت صغيرا واعتقدت أنه فيلم "أكشن" ومعارك وقتال حتى لو كان الاحتمال قائما أن هناك هدفا للفيلم!


مرت الأيام وبعد عدة سنوات صدر الجزء الثاني ثم الثالث والرابع والأخير، وبات واضحا أن الفيلم صنع خصيصا لمحو أثر حرب فيتنام من عقل المواطن الأمريكي، وأن الجندي الأمريكي في الفيلم يظهر بقوة أسطورية هدفها إظهار شجاعة الجندي الأمريكي وإمكانياته، وأن عقدة أمريكا في فيتنام والتي أدت إلى مقتل 58 ألف جندي أمريكي، وإصابة أكثر من 300 ألف جندي بخلاف المفقودين حتى اليوم (وهو ما يفوق خسائرنا في حروبنا مع إسرائيل مجتمعة بالارقام الرسمية) وهي خسائر تحتاج إلى حل وإلي إزالتها من العقل الأمريكي!

ولم تكن السلسلة محض إنتاج سينمائي والسلام.. إنما خطة أشرفت عليها أجهزة الأمن القومي الأمريكي!!

ونراقب كيف يمر يوم 6 أكتوبر على الجانب الآخر عند الإسرائيليين فنجدهم كل عام يتحدثون عن انتصارهم هم، ومرة عن الثغرة، ومرة ثالثة يسربون ويفبركون قصة "أشرف مروان"، والهدف ألا يمنحوننا الفرصة لتأكيد النصر في أذهان المصريين، رغم عظمة ما جري كله!

هنا في مصر ماذا يجري؟ احتفالية سنوية في ذكري 5 يونيو وكأننا في إسرائيل! السياسي يتغلب على الوطني في خسة غير مسبوقة! وكأن مخططا لتثبيت الهزيمة بإحباطاتها في وعي المصريين، وهو مخطط لوحدة المعنويات والمعلومات بالموساد.. وهي أيضا عادة ابتدعها الإخوان مع إعلام السبعينيات في تحالف مأساوي تم وانتهي..

واليوم عرفنا الإخوان على حقيقتهم وذهبت السبعينيات بكل مافيها.. وتبقي إرادة المصريين ويبقي جيشهم الذي كان في 67 هو نفسه جيشهم الذي خاض الاستنزاف، التي دفعت قادة إسرائيل للصراخ، وطالبوا أمريكا بإنقاذهم، فكانت مبادرة "روجرز"، وهو نفسه الجيش الذي أذل الإسرائيليين في أكتوبر، وهو نفسه الجيش الذي يحارب الإرهاب اليوم!

عدد من رموز العمل العام في مصر يتصدرون المسألة بعد اختفاء الإخوان ورسالتهم واضحة وضوح الشمس، خصوصا لمن يهتمون بملف حروب الجيل الرابع مثلنا، والرسالة مقصودة أم غير مقصودة تقول: (تاريخكم يا مصريين كله هزائم.. حالكم بعد "أن تدخل الجيش في السياسة" أسوأ من قبله) وهو نفسه المصطلح الشهير البذئ "60 سنة من حكم العسكر"، وهو ما أدي إلى هتاف آخر أكثر بذاءة!!

واحدة من هؤلاء ممن نقصدهم السيدة لميس جابر.. وعن تاريخها الذي تكتبه دون خلفية علمية وتقوله للمصريين، ومعها الدكتور وسيم السيسي ويوسف زيدان وغيرهم سنبدأ إن شاء الله هذه السلسلة.. دفاعا عن تاريخ المصريين وتضحياتهم بل ومستقبلهم، حيث سيتعرض حاضرهم فيه للتزييف بنفس الطريقة وبوجوه أخرى أن صمتنا اليوم عما يجري!!
الجريدة الرسمية