أشرس قادة "داعش" ومهندس عمليات ذبح الرهائن.. 10 معلومات عن خليفة أبو بكر البغدادي
أعلن تنظيم داعش الإرهابي، اليوم الخميس، في تسجيل صوتي عبر وكالة أنبائه، مقتل زعيمه أبو بكر البغدادي بعد غارة أمريكية في مطلع الأسبوع.
وأعلن التنظيم الإرهابي تعيين أبو إبراهيم الهاشمي القرشي خلفًا للبغدادي، نسبة إلى قُريش، مؤكدًا أيضًا مقتل المتحدث باسمه أبو الحسن المهاجر، وتعيين أبو حمزة القرشي خلفًا له.
ولم يقدم التسجيل الكثير من المعلومات عن الزعيم الجديد القرشي، إلا أن أيمن التميمي، الباحث في جامعة سوانسي البريطانية، قال في تصريح لصحيفة دايلي ميل، إن الاسم غير معروف لكنه قد يكون للقيادي البارز في التنظيم عبد الله قرداش، المدرج على قوائم الإرهاب لدى الولايات المتحدة، والذي رجحت الخارجية الأمريكية أن يخلف البغدادي على رأس التنظيم، وعرضت مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار للقبض عليه.
وقال التميمي: "يُمكن أن يكون أبو إبراهيم الهاشمي القرشي شخصًا نعرفه باسم آخر، وربما تغير اسمه لهذا القصد".
وكان قرداش، واسمه الحقيقي أمير محمد سعيد عبد الرحمن المولى، وهو ضابط سابق في الجيش العراقي في عهد الرئيس الراحل صدام حسين، التقى البغدادي في سجن بوكا، في البصرة بعد الغزو الأمريكي للعراق، في 2003.
ويقول خبراء إن قرداش يتسم بالوحشية والقسوة، ويحظى بشعبية كبرى بين أعضاء داعش، والأهم من ذلك أنه يسير على خطى البغدادي، كما أنه كان قريبًا جدًا منه منذ سجن بوكا، وكان البغدادي أعلن رسميًا في رسالة تداولها أنصار التنظيم بعد آخر فيديو ظهر فيه زعيم التنظيم الإرهابي قبل مقتله، في أغسطس الماضي، تكليف قرداش "برعاية شئون المسلمين" ما رأى فيه المتابعون لشئون التنظيم، تعيينًا من البغدادي للقيادي التركماني العراقي، على رأس التنظيم، تمهيدًا لاحتمال رحيل البغدادي أو اغتياله.
ولكن نسبة القرشي، إلى التركماني، تُثير انتباه المتابعين والمحللين، إذ لا علاقة لتركماني بالعرب، فضلًا عن الانتماء إلى قريش، أو الهاشمية، من الأساس، ما يوحي بمحاولة التنظيم السطو، على الصفة، عملًا بالقول المنسوب للنبي "الخلافة في قريش"، أو بمجرد محاولة تكتيكية لصرف الأنظار عن شخصية قائد داعش الحقيقية في هذا الوقت الخطير، بعد رحيل زعيمه، في انتظار تثبيت الوضع والسيطرة على التنظيم وما بقي من أوصاله التي قطعتها الضربات الأمريكية، والعراقية، والكردية.
وتنحدر أصول قرداش من بلدة تلعفر، شمال غربي مدينة الموصل، التي تحولت لحاضنة رئيسية لـ«داعش»، وكادت أن تصبح مقرًا رئيسيًا لقادة التنظيم بعد سقوط الموصل؛ غير أن تمكن القوات العراقية من دخول البلدة بسهولة، والسماح لمئات المتطرفين بممرات هروب متعمدة، حال دون تمكن التنظيم منها.
وعرف قرداش أيضًا باسم حجي عبد الله، وكان أحد أكبر الأيدولوجيين في داعش، واشتهر خاصةً بتبرير اختطاف أفراد من الأقلية الدينية الأيزيدية وذبحهم في شمال غرب العراق، ويعتقد أنه أشرف شخصيًا على بعض العمليات الإرهابية العالمية للجماعة.
ورجح تقرير صادر عن جهاز الأمن الوطني العراقي المعني بملف الإرهاب والجماعات الإرهابية، أن تولي قرداش زعامة «داعش» سيؤدي إلى مرحلة «خطيرة للغاية» من العنف العشوائي الذي يطال المدنيين بطريقة انتقامية، كما أن خلافة قرداش قد يطرح احتمالات خطيرة لعودة العمليات الإرهابية التي تستهدف إثارة الفتنة الطائفية في العراق، حسب ما نقلت شبكة «مونت كارلو» الفرنسية.
كما أثار خلافة قرداش للبغدادي قلاقل الأجهزة الأمنية، التي صنفته بأنه من «أشرس وأقسى قادة (داعش)»؛ حيث أعلنت أجهزة الاستخبارات العراقية، حالة استنفار معلوماتية حول شخصية قرداش، وما هي تحركاته، وأين يمكن أن يكون موجودًا.
وبشأن ميزات خليفة البغدادي المدعو عبد الله قرداش، قال الخبير الأمني العراقي فاضل أبو رغيف، إن «خليفة البغدادي المنصَّب توًا، كان معتقلًا في سجن بوكا بمحافظة البصرة، وقد شغل منصب شرعي عام تنظيم (القاعدة) وهو خريج كلية الإمام الأعظم في مدينة الموصل».
ويضيف أبو رغيف أن «قرداش كان مقربًا من القيادي في (داعش) أبو علاء العفري، وكان والده خطيبًا مفوهًا وعقلانيًا»، مبينًا أن «قرداش اتسم بالقسوة والتسلط والتشدد، وكان أول المستقبلين للبغدادي إبان سقوط الموصل».
من جهة أخرى، قالت الخبيرة في الإرهاب الدولي ريتا كاتز، إن رسالة داعش أظهرت أن عملياته على الإنترنت لا تزال نشطة وفعالة، رغم مقتل البغدادي.
أضافت في تغريدات على تويتر "يجب أن نتوقع أن نرى حملة لهذه الرسالة تغطي مختلف المنصات، مصحوبة بتعهدات من جميع أنحاء العالم" بمبايعة الزعيم الجديد للتنظيم الإرهابي.
وأشارت أنه بالنسبة لمؤيدي داعش، فإن موت البغدادي وأبو حسن المهاجر، لن يغير شيئًا أبدًا، لافتة إلى أنه "بناءً على ردود الفعل التي تدفقت بالفعل من مناصري التنظيم بعد نشر المقطع الصوتي، يبدو أن هذه التطورات الجديدة أثارت الحماسة من جديد".