رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى رحيله.. تفاصيل طلب نجلاء فتحي الزواج من حمدي قنديل

حمدى قنديل ونجلاء
حمدى قنديل ونجلاء فتحي

تحل اليوم 31 أكتوبر ذكرى رحيل صاحب القلم الحر، الصحفي المخضرم حمدي قنديل، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 2018، تاركًا وراءه مكانه شاغرًا في عالم الإعلام لم يقترب منه أحد، وفي ذكراه نستعرض تفاصيل قصته مع الفنانة نجلاء فتحي، الجميلة التي خطفت قلب الإعلامي القدير، وظلت معه حتى آخر العمر.


كانت بداية هذه القصة كما ذكرها حمدي قنديل نفسه في مذكراته "عشت مرتين"، حينما أوفد التليفزيون المغربي فريقًا لتغطية فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وجاء إلى حمدي قنديل طلبًا من المخرج بإجراء حوار مع نجلاء فتحي، نجمة السينما الشهيرة، وكان سبب تحديد نجلاء لإجراء الحوار معها لأنها لم تكن مشاركة في هذه النسخة من المهرجان، وبالفعل لأنه دؤوب في عمله، تواصل حمدي معها، وحدد موعدًا ومقابلة، فطلبت هي ألا يتم إجراء الحوار في المنزل لأنها تقوم بتغيير ديكور منزلها، واقترحت عليه أن يتم إجراء الحوار في منزل شقيقتها بالدقي.

حمدي قنديل في آخر ظهور إعلامي: ظلمت نجلاء فتحي معايا

وكان قنديل على معرفة مسبقة بزوج شقيقة نجلاء فتحي، وحينما حضر إلى منزل شقيقة نجلاء فتحي لإجراء الحوار معها كان الخوف يتملكه خوفًا من ألا يجد موضوعات يمكن أن يتحدث فيها مع تلك الجميلة، ولكن هذا الخوف تبدد تمامًا حينما تحدث معها، فقد وجد وهو يتحدث معها شخصية مبهجة ومرحة وبسيطة ومتواضعة، وفي هذه اللحظة تسلل إليه شعور بأنها هي المرأة التي يتمناها، وأنها ستضفي على سكون أيامه بهجة، ولم تكن روحها وذكاؤها فقط ما جذبه نحو نجلاء، بل أيضًا فكرها اليساري.

لم يكن هذا اللقاء الأول هو الأخير، فقد تجددت وتعددت اللقاءات بين قنديل ونجلاء، وتواصلت هذه المقابلات حتى في الصيف، حينما سافرت نجلاء لتقضي صيفها مع ابنتها ياسمين سيف أبو النجا في الإسكندرية المارية، وكانت ياسمين معجبة بقنديل وتراه الزوج المناسب لوالدتها، أما هي وهو فقد اكتشفا أن ثمة كثيرا من الصفات التي تجمع بينهما ما بين عشق السفر وبغض السهر ومتابعة الشأن العام ولعب الطاولة.

وبعد انتهاء الصيف وأيامه ولقاءاته، يبدو أن نجلاء قد تأكدت من صحة حديث ابنتها حول كون حمدي هو "العريس" المناسب لها، وبعد العودة إلى القاهرة، انقطعت عن الذهاب إلى النادي على غير عادتها، فتلقت اتصالًا من حمدي ليطمئن عليها، فترد عليه أنها لم تذهب لممارسة رياضتها المعتادة لانشغالها بالتفكير في أمر هام في حياتها، وتابعت في حديث غير متوقع "أنا هتجوزك النهاردة"، فرد عليها متفاجئًا "عظيم عظيم"، فسألته "معاك بطاقة شخصية؟"، ولم يكن يمتلك بطاقة حينها، فطلبت منه أن يأتي إلى منزلها في الخامسة عصرًا ومعه جواز سفر لكي يمكن إتمام الزواج، وسألته مرة أخرى "موافق ولا هترجع في كلامك"، فرد قنديل في حسم وحزم "موافق أكيد".

ولأن طلب الزواج كان مباغتًا ومفاجئًا له، سأل قنديل جميلته وحبيبته نجلاء عن رد فعلها إذا كان رده على طلبها المماطلة في قبول زواجها، ردت عليه أن هناك إعجابًا شديدًا يجمعهما، ولكنهما أيضًا لا يعيشان في قصة غرامية ملتهبة لذا فإنها لم تكن لتحزن عليه إذا كان رده المماطلة؛ لأنه في نظرها حينها لن يكون يستحق الثقة التي وضعتها فيه وفى رجاحة عقله.

وبالفعل اجتمع الثنائي لعقد القران السعيد، وفوجئ مأذون المشاهير، الشيخ أحمد عبد الحكم الدويك، أن نجلاء كانت تضع قدميها في طبق ماء لكي "تعمر" مع زوجها لأطول فترة ممكنة حينما دخل إليها لكي يحصل على توقيعها على العقد، وبالفعل تم الزواج في 19 سبتمبر عام 1992، وكانت نجلاء هي الزيجة الثالثة لحمدي قنديل، أما هو فكان الزوج الرابع، وبعد الزواج اعتزلت نجلاء فتحي الفن بكامل إرادتها، وبالرغم من محاولاته لإقناعها بمواصلة إبداعها إلا أنه احترم قرارها في النهاية.

ظلت نجلاء منذ تاريخ الزواج حتى مثل يومنا هذا من عام 2018 خير رفيقة لحمدي قنديل، وخير داعم له في كل المواقف في حياته، وظلت هكذا حتى الوداع الأخير، حينما فاضت روحه إلى بارئها وانتقل إلى رحاب الله عن عمر يناهز 82 عاما، حينما رحل هو أما هي فظل الحزن رفيقها بعد الغياب.
الجريدة الرسمية