رئيس التحرير
عصام كامل

توك توك وأجهزة طبية ووجبات جاهزة.. ساحة التحرير بالعراق مجتمع مصغر للمتظاهرين (فيديو)

فيتو

رغم الحالة الثورية التي يشهدها العراق، بسبب الاحتجاجات والنزاع بين الشعب العراقي وحكومة البلاد، إلا أن ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، تشهد خدمات على مدار الساعة، منها الطعام والشراب، والخدمات الطبية للمتظاهرين، كلها موزعة بين النساء والرجال الذين يواصلون حراكًا احتجاجيًا لـ“إسقاط النظام“ في العراق.


عربة توك توك
وسط العاصمة بغداد توجد عربة ”التوك توك“ الصغيرة التي كانت تتنقل في الأحياء الشعبية فقط قبل انطلاق التظاهرات، بكثرة حتى أصبحت الرمز الأبرز في ساحة التحرير الرمزية.

وقال على كوراني (26 عامًا) بعد شهر من الاحتجاجات التي شهدت كثيرًا من العنف، متحدثًا من ساحة التحرير: “يجب إقامة نصب هنا للتوك توك“، في إشارة تكريم لسائقي هذه العربة التي لم تنقطع عن تقديم خدمات أبرزها نقل المتظاهرين وإخلاء الجرحى“.

ومتحدثًا عن طموحاته ورفاقه المتظاهرين عند الإطاحة بالسلطة، أضاف: “سنأخذ سيارات الدفع الرباعي من المسئولين ونقدمها لشباب (سائقي) التوك توك“، وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي عبارات تتغنى بهذه العربة وصورة لنصب ”التوك توك“ أمام علم للعراق في ساحة التحرير.

نحن أقوى
وشجع سقوط الحواجز الاجتماعية خلال الاحتجاجات الكثير من الطلبة من جميع المراحل الدراسية، بينهم ”سارة“ الطالبة في كلية الهندسة بدجلة، للحضور إلى ساحة التحرير الرمزية، والتي بدورها قالت: “عادة ما يفكر الرجال بأننا ضعيفات ولا نستطيع الدخول لهذه الأماكن“، متحدية التقاليد الاجتماعية بالقول: “بالعكس جئنا وعالجنا الجرحى وباتوا يسموننا العراقيات الماجدات“.

كل الديانات
وأضافت: “هنا يوجد أشخاص من كل الديانات، ومتظاهرون من كل المحافظات، لا تفرقة بينهم، ونسينا كل الخلافات وأصبحنا شعبًا واحدًا“، في إشارة إلى طي صفحة مرحلة العنف الطائفي التي عمت البلاد، إضافة إلى هجمات الجماعات المتطرفة.

ولأنه من الضروري توفير الطعام لاستمرار الاحتجاجات، يتولّى إبراهيم عبد الحسين (64 عامًا) تحضير وتوزيع وجبات الطعام على المتظاهرين، وتتكون هذه الوجبات من الأرز والخضراوات واللحم والسمك.

إسعافات أولية
بدورها، قالت زينب القيسي (39 عامًا)، التي تعمل تطوعًا منذ عدة أيام لتقديم الإسعافات الأولية للمتظاهرين من داخل خيمة صغيرة، ردًا على سبب تواجدها في الساحة: “لماذا أنا هنا؟ لأنني عراقية!“.

تبرعات طبية 
كل المواد الطبية من ضمادات وأدوية وغيرها تم تأمينها من قبل مجهولين، كما قام بعض الصيادلة ممن يتعاطفون مع المتظاهرين بتقديم الأدوية بأسعار مخفضة جدًا.

عاملات نظافة بدرجة أطباء

وفي موقع آخر من ساحة التحرير، تتولّى علياء الطالبة في كلية الطب (29 عامًا)، وهي تضع قفازات مطاطية حمراء، وتحمل مكنسة ومجرفة وأكياس قمامة، تنظيف الساحة، فيما توزعت حولها فتيات غير محجبات يعملن بجرأة وسط مجتمع تقليدي في عاداته.
الجريدة الرسمية