صفقة بمليون دولار.. سر عدم اعتراف إلهان عمر نائبة الكونجرس بإبادة الأرمن

رغم أن المجازر التركية ضد الأرمن حقيقة تاريخية، إلا أن موقف النائبة الديمقراطية في الكونجرس الأمريكي إلهان عمر، ورفضها التصويت لصالح قرار مجلس النواب الاعتراف بـ"إبادة جماعية" ضد الأرمن شكل لغزا حول مغزى العلاقة بين "عمر" والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وموقف النائبة في الكونجرس الأمريكي الرافض للعقوبات الأمريكية ضد تركيا أثار موجة انتقادات في الأوساط الأمريكية، وتساءل عن الأمر، وأسبابه.

إلهان عمر، النائبة المسلمة من أصول صومالية، كانت واحدةً من ثلاثة نواب فقط صوتوا بـ"present" وهو إجراء يشبه الامتناع عن التصويت لصالح أو ضد قرر.

وقالت إلهان عمر في مقال على واشنطن بوست:" العقوبات الأمريكية على تركيا، واحدة من قواعد السياسية الخارجية الفاشلة وغير الفعالة".

وكشفت وسائل إعلام أمريكية، العلاقة بين "عمر" والرئيس التركي أردوغان، مشيرين إلى أن العلاقة بدأت بينهما، في سبتمبر 2017 بلقاء سري خلف أبواب مغلقة في نيويورك.

وأوضحت صحيفة "توزمو تايمز" أن الطرفين توصلا إلى اتفاق على تأمين دعم تركي للصومال، مقابل تحسين إلهان صورة أردوغان في الأوساط الأمريكية، لافتة إلى أنه منذ ذلك الاجتماع أخذت إلهان عمر على عاتقها الترويج في مقال رأي في الواشنطن بوست للسياسة الخارجية التركية على أنها دعوة لحقوق الإنسان والعدالة.

وعلى الجانب المقابل تولت شبكة البث التركية المملوكة للدولة TRT من جهتها إنتاج عشرات مقاطع الفيديو التي تروج لإلهان عمر، ونشرت مئات المقالات الإخبارية التي تدافع عنها وعرضتها نموذجًا مثاليًا للمسلمين في جميع أنحاء العالم.

وذكرت شبكة سي بي إس مينيسوتا، أن عمر جمعت 1.1 مليون دولار بين يوليو 2019 وسبتمبر 2019، وتساءلت في مقال: "كم من هذه الأموال مرتبط بالدعم الموثق لتركيا وقطر لممثلتهما المفضلة؟".

كما أثار رفض "إلهان عمر" للإبادة الجماعية للارمن حفيظة القس تاديوس برسيجيان بكنيسة "ساهاج" الأرمنية في سينت بول، الذي عبر فق موقع "الحرة" الإخباري، اليوم الأربعاء، إنه يشعر بخيبة أمل بعد رفض إلهان عمر التصويت لصالح القرار الذي "يعترف بضحايا الأرمن والمتحدرين منهم".

وقال إن "حُجة التوقيت غير مناسب للتصويت، ذريعة سمعها الأرمن الأمريكيون من قبل"، وأضاف متسائلًا "هل هناك وقت مناسب أو خاطئ للدفاع عن العدالة التي تدعي عمر أنها بطلتها؟".

كما أضاف حاكم مينيسوتا تيم فالز، إن "الإبادة الجماعية للأرمن حقيقة تاريخية، وإنكار هذه الحقيقة هو استمرار للإبادة الجماعية. بصفتي عضوًا في الكونجرس، رعيت هذا التشريع، ذكرى الضحايا والالتزام بالناجين يتطلبان أن يقر التاريخ بالأرواح المفقودة".

ومن جهتها بررت النائب الديمقراطية عن ولاية مينيسوتا في بيان لشبكة "سي إن إن"، رفضها التصويت للقرار، لأنه "يجب الأخذ في الاعتبار أيضًا بشاعات تاريخية سابقة مثل تجارة الرقيق، وما حدث للسكان الأصليين في أمريكا".

من جانبه، قلل المحلل السياسي زيد جيلاني، تعليقًا على تبرير عمر: "الحكومة الأمريكية اعترفت بالفعل بالأمور التي تطالب عمر الاعتراف بها. لم تعترف بالإبادة الجماعية للأرمن بإيعاز من تركيا. إن تبريرات عمر جوفاء".

ومن جهته قال لاعب بوستون سلتيكس لكرة السلة، أنيس كانتر، المعروف بانتقاده اللاذع للنظام التركي، إن موقف عمر "عار وخيبة أمل مطلقة".