الأسد على خطى نتنياهو وهتلر
الجيش هو الجمهور المستهدف من مسرحية الرئيس السورى بشار الأسد فى دار الأوبرا بدمشق، الرسالة كانت واضحة وهى أن الجيش هو الأساس الذى تقوم عليه السلطة.
كان بشار الأسد يتحدث حقا إلى جنوده وأشباح 12000 من قتلاه، وجوه المئات من شهداء الحكومة بين قوسين كانت مرسومة بالأحمر والأبيض والأسود ألوان العلم السورى معروضا خلف الرئيس فى دار الأوبرا.
من يكرهون الأسد قد يذكروننا بأن أهم خطاب لهتلر كان فى دار أوبرا كرول فى برلين، وجاء أهم خطاب لبشار الأسد فى دار الأوبرا فى دمشق والتى افتتحها قبل تسع سنوات تقريبا.
فى خطابه كان هتلر يعلن الحرب على الولايات المتحدة، أما الأسد فكان يعلن استمرار حربه مع الإرهابيين المسلحين، ما جاء فى خطاب الأسد لم يكن بالجديد، وفى معظم الأحيان كان مملا، لقد تفاجأت قليلا بادعائه أن فكر الجهاديين ورغبتهم فى تدمير سوريا مع من يساندوهم من الغربيين يعنى أنه لا يوجد أحد ليجرى الأسد محادثات معه، وهو ما يجعلنى أتساءل أليس هذا ما يقوله نتنياهو عن حماس؟
كانت أغرب إشارة فى خطاب الأسد هى إشارته إلى الصراع الذى دار فى الحسكة بين الاتحاد الديمقراطى الكردى، الذى يميل للتحالف مع النظام، بالإضافة إلى الجيش السورى الحر وحلفائه الذين ينفرون من الأكراد ويوجهون لهم الإهانات أحيانا، كان الأسد يشيد بأصدقائه من غير العرب السوريين، مما يوحى بأن المسلحين السوريين الموالين له لم يعودوا خصوما له.
الحقيقة الوحيدة فى سوريا اليوم أن الجيش، الذى يرى الغرب أنه لا يزيد على كونه مجموعة من مجرمى الحرب، هو الذى تولى مركز الصدارة، وليس الحزب ولا الأسرة الحاكمة، وهو ما يراهن عليه الأسد، وما دام الأسد لم يخرج من الحلبة، وما دام الجيش إلى جواره فى ذات الحلبة، فإن الحرب للأسف ستستمر.
نقلا عن الإندبندنت