رئيس التحرير
عصام كامل

«التطوير العشوائي» يهدد محافظة الشرقية.. الإزالة وتوقف المشروعات عنوان التخبط الإداري.. المحافظة تخسر 15% من ميزانيتها بسبب وقف مشروع المحاجر.. و«بلدوزر الإزالات» يهدر 10 ملايين جن

فيتو

ما بين الأزمات التي يمكن وصفها بـ«المزمنة»، والمشروعات التي يتم تنفيذها دون تخطيط، لا تزال محافظة الشرقية تعانى من «عشوائية إدارة موازنتها»، فالمحافظة التي لم يترك محافظ واحد تولى مسئوليتها مناسبة واحدة تمر دون الإشارة إلى نقص الاعتمادات الخاصة بها، هي ذاتها المحافظة التي لا تزال تنفذ فيها مشروعات أقل ما توصف به بأنها «إهدار للمال العام».


نافورة
وفى مقدمة الأدلة على «عشوائية إدارة الشرقية» ما شهده يناير من العام الماضى، وتحديدًا في عهد المحافظ السابق، اللواء خالد سعيد، حيث نفذ مركز ومدينة الزقازيق قرارا بإزالة نافورة، وإجراء أعمال تطوير وتجميل أسفل كوبرى الزراعة العلوى، سبق وأن أجريت في عام 2016 بتكلفة تقدر بنحو 10 ملايين جنيه تقريبا.

وعندما تزايدت علامات الاستفهام حول جدوى «إزالة النافورة» وإعادة تجميل «كوبرى الزراعة»، بررت المحافظة الأمر بأن ميدان الزراعة من ضمن الميادين الأكثر اختناقا بالمدينة وتقع العديد من الحوادث به يوميا، وينتج عنها العديد من الضحايا، ولهذا تم تشكيل لجنة من (المرور والمحافظة وكلية هندسة الزقازيق) لوضع الهندسيات المرورية اللازمة لإعادة تخطيط المحاور الرئيسية للمدينة لتسهيل الحركة بالشوارع، أكدت ضرورة إزالة الميدان وإعادة فتح محور مرورى جديد للربط بين كوبرى كفر عبدالعزيز الذي يعانى كثافة عالية بمنطقة شارع الفالوجا وشارع المعاهدة وشارع الزراعة المؤدى لكوبرى الصدر، وذلك حرصًا على المصلحة العامة وأرواح المواطنين.

تطوير ورصف
وفى نفس السياق أعلن الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية، منتصف أكتوبر الماضي، عن بدء تنفيذ المرحلة الأولى لتطوير ورصف شارع عمر شاهين بمدينة الزقازيق بتكلفة 9 ملايين جنيه، موضحا أن «أعمال التطوير تشمل إزالة الجزيرة الوسطى التي أنفقت مبالغ مالية كبيرة على تطويرها في السابق، لتوسعة جانبي الطريق لاستيعاب حركة السيارات المارة لتحقيق السيولة المرورية المطلوبة، علاوة على هدم حلقة السمك الجديدة بعد امتناع الباعة عن الذهاب إليها».

والمثير في الأمر هنا أنه في اليوم التالى لما أعلن عنه «غراب»، جرت أعمال إزالة نحو 26 محلا تجاريا عشوائيا، تم إنشاؤها في عهد المحافظ السابق أسفل الكوبري الجديد بمنطقة أبو عميرة الكائنة بمدينة الزقازيق، وذلك للمرة الثانية، حيث تم إزالة عدد من المحال التجارية التي أنشئت في عهد اللواء ممدوح طه رئيس مركز ومدينة الزقازيق السابق، وبررت المحافظة الأمر بأنه «خطوة جادة نحو استعادة الوجه الجمالي والحضاري للمنطقة والقضاء على العشوائية وخلق محاور مرورية جديدة في عاصمة الشرقية».

إسكان الشباب
فيما تحول مبنى إسكان الشباب الذي أنشئ عام 2010 في عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك بهدف توفير سكن مناسب للشباب المقبل على الزواج ولم يتم تسليمه حتى الآن أمام الدوران المؤدى إلى قرية غزالة التابعة لمركز الزقازيق، إلى مساكن أشباح بسبب تعرض الأبواب والنوافذ ولوازم السباكة والكهرباء وغيرها للسرقة.

وما حدث في «إسكان الشباب» ينطبق أيضا على مصنع إعادة تدوير القمامة بمركز أبو كبير، والذي تم إنشاؤه عام 2009 على مساحة 5 أفدنة على طريق (أبو كبير - العوامرة) بناء على قرار من محافظ الشرقية – آنذاك - لخدمة نحو 5 مراكز بالشرقية، وتحت إدارة رئاسة مركز ومدينة أبو كبير بتكلفة تتعدى الـ8 ملايين جنيه، ويوفر 255 فرصة عمل للشباب، ولا يزال العمل متوقفًا به منذ ما يزيد على 8 سنوات، وتعرضت معداته التي تقدر بـ 5 ملايين جنيه للتآكل والصدأ مما يعد إهدارا للمال العام.

فيما أكد محافظ الشرقية الحالي في يوليو الماضي ضرورة إعادة تشغيل المصنع، والاستفادة من مخلفات القمامة وإعادة تدويرها مرة أخرى، وتوفير فرص عمل لشباب المحافظة، مشيرًا إلى أنه جار دراسة العروض المقدمة من الشركات الكبرى والمتخصصة في تشغيل مصانع تدوير القمامة والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة التي تقدمها في مجال تدوير القمامة وتعظيم الاستفادة منها بشكل اقتصادي، بالإضافة إلى إخطار وزارة البيئة بالمتابعة الدورية لآلية العمل بالمصنع، وإعداد تقرير عن الحالة البيئية للمكان حفاظا على البيئة والصحة العامة للمواطنين إلا أنه لا جديد حتى الآن.

القطاع الصحي
القطاع الصحي في المحافظة، لم ينج هو الآخر من كوارث «التخبط الإدارى» ففى الوقت الذي تعانى فيه «الشرقية» من نقص عدد المستشفيات بالمحافظة، وموت عشرات المرضى لعدم وجود أماكن تكفى لعلاجهم، فإن هناك مباني سكنتها الأشباح رغم الملايين التي أنفقت على هذه المستشفيات، أبرزها مستشفى الحميات بقرية السعدية مركز أبو حماد، الذي أنشئ على مساحة 4200 متر في عام 2004 وتوقفت أعمال الإنشاءات والتطوير به منذ نحو 12 عاما، وترك بما فيه من مواد بناء وكميات كبيرة من السيراميك.

وفى نفس السياق يعتبر معهد منشأة ناصر الأزهرى بمركز أولاد صقر، والمكون من 3 طوابق والمقام على مساحة تبلغ 7 قراريط، واقعة من وقائع إهدار المال العام، حيث تحول إلى مأوى للحشرات الضارة وملجأ للخارجين على القانون منذ 7 سنوات، علاوة على سرقة محتوياته من الداخل وتهشيم زجاج النوافذ.

وأرجع مسئولو الأزهر عدم الحاجة إليه نظرا لوجود معهد أزهرى قريب من القري وعزوف العديد من الأهالي عن التعليم الأزهرى، فيما ناشد الأهالي المحافظة ضرورة تحويله إلى هيئة أخرى، لكي يتم الاستفادة منه بتحويله إلى وحدة تأمين صحى أو وحدة علاج شاملة للقرية وتوابعها، لا سيما وأن القرية مفتقدة للخدمات الصحية بوجه عام علاوة على المعهد الدينى بمنشية سعدون بمركز بلبيس والعشرات من المدارس المنتشرة في ربوع المحافظة والتي تحولت مقالب للقمامة دون الاستفادة منها.

المحاجر
القائمة تضم أيضا مشروع المحاجر الذي تم تصفيته بعد قرار محافظ الشرقية السابق اللواء خالد سعيد رقم 10164 لسنة 2017 وتحويله لإدارة خاضعة للديوان العام للمحافظة دون الانتفاع العام به، بما أدى لإلحاق أضرار بالغة بالعاملين به، وعدم خلق فرص عمل جديدة في المستقبل، وذلك بخلاف مساهمته في ميزانية المحافظة للإنفاق على التنمية والموازنة العامة للدولة بنسبة 15% مما أضاع على المحافظة ملايين الجنيهات.
الجريدة الرسمية