إني أتنفس تحت الماء
بعد أربعة عقود من تدفق صوت "عبد الحليم حافظ" عبر الإذاعة بكلمات "نزار قباني" في أغنية "رسالة تحت الماء" فقد تدفقت المياه بقوة في بعض مناطق العاصمة، الثلاثاء الماضي، حتى كاد سكانها أن يطبقوا كلمات الأغنية بشكل حرفي ويتنفسوا تحت الماء.
أما وسائل التواصل الاجتماعي فقد غرقت بدورها بلقطات وثقها الجمهور لحالة الطقس التي اختبروها.. وردًا على هذه الصور والفيديوهات التي تناولت غرق بعض الشوارع فقد كتبت الدكتورة "عزة العشماوي"، الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، عبر صفحتها الشخصية على موقع فيس بوك، تطالب بعدم نشر صور وفيديوهات المطر وغرق الشوارع وتعتبر أن نشرها يسيء للدولة ويستحق المحاسبة!
كتبت الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة هذا التعليق في الوقت الذي مات فيه "أطفال" بالصعق بالكهرباء بسبب هطول الأمطار.. وعاشت بعض "الأمهات" حالة من الفزع على أطفالهن الذين ظلوا عالقين في المواصلات لساعات طويلة.
كان الأولى أن نشاهد تعليقها على حادثة الطفل صاحب السنوات الثلاث الذي توفي مصعوقًا بالكهرباء في مركز قطور بمحافظة الغربية أو تقدم تعازيها لأسرة الطفلة "مروة" صاحبة السنوات التسع التي نشل لودر جثتها من وسط المياه بعد صعقها بالكهرباء في العاشر من رمضان.
حالة الغضب التي وجهها قطاع من الجمهور إلى حساب الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة أجبرها على حذف التدوينة قبل أن تغلق حسابها بأكمله بعد مطالبات بإقالتها.
بالتزامن مع تصريحاتها فقد حاول البعض أن يبرر ازدحام الطرق وغرق بعض المناطق عبر نشر فيديوهات وصور لمناطق مختلفة حول العالم تتعرض لسيول أو كوارث طبيعية، من منطلق أن مثل هذه الأمور شائعة وتحدث في العالم أجمع، في تجاهل لعدم استعداد البنية التحتية في مصر، وهو منطق في التفكير يتجاهل المشكلات ويحاول تسكين الغضب تجاهها لكن يتمثل خَطره الوحيد في أنه سيجعلنا دولة عظمى بعد ثلاثة آلاف عام فقط!
علينا مواجهة مشكلاتنا بشكل صريح، فهذا الأمر سبق وأن تكرر في العام الماضي عندما غرق التجمع الخامس في موجة أمطار شبيهة.. وسوف يتكرر كثيرًا إذا لم نضع الحلول ونستعد بشكل كافي لمواجهة مثل هذه الأزمات وليس تبرير عدم قدرتنا على مواجهتها أو لوم الناس إذا تحدثوا عن معاناتهم.